ارتفع عدد الوفيات جراء فيروس "كورونا" في الولايات المتحدة، اليوم الخميس، إلى 85 ألفاً و268 حالة بعد تسجيل وفاة 1777 في الساعات الـ 24 الأخيرة. ووفق موقع "worldometer" الخاص برصد ضحايا الفيروس، فإن عدد الإصابات في البلاد وصل إلى مليون و432 ألفاً و86 حالة، بعد تسجيل 21 ألفاً و918 إصابة في آخر 24 ساعة. فيما بلغ عدد المتعافين من الفيروس في عموم الولايات المتحدة 310 آلاف و383.
قطع العلاقات مع الصين؟
بدوره صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لهجته ضد الصين اليوم، مهدّداً بقطع جميع العلاقات مع العملاق الآسيوي بسبب إدارته لأزمة "كورونا"، مؤكداً أنه "لم يعد يريد التحدث إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ".
ويصرّ ترامب منذ عدة أسابيع على القول بأنه كان بالإمكان تجنب الحصيلة الثقيلة التي قاربت الـ 300 ألف وفاة في جميع أنحاء العالم "لو أن الصين تصرّفت بمسؤولية عند ظهور الفيروس في مدينة ووهان".
وفي مقابلة مع "فوكس بزنس"، قال ترامب إنه يشعر "بخيبة أمل كبيرة" من موقف بكين ورفض فكرة التحدث مباشرة مع الرئيس شي لتخفيف التوتر، مضيفاً: "لديّ علاقة جيدة جداً (معه) لكن في الوقت الحالي لا أريد التحدث إليه".
وعند سؤاله عن التدابير الانتقامية التي قد يتخذها، تهرّب ترامب من الإجابة لكنه قال بلهجة تنم عن تهديد: "هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن نقوم بها. يمكننا قطع كل علاقة مع الصين (...) إذا فعلنا ذلك، ماذا سيحدث؟ ... سنوفّر 500 مليار دولار إذا قطعنا العلاقات".
وأكد الرئيس الأميركي الذي يتعرض للانتقاد في بلاده لعدم تعاطفه مع الضحايا، أن "ما حدث للعالم ولبلدنا أمر محزن للغاية، كل هذه الوفيات... إنه لأمر محزن للغاية للعديد من الأسر التي عانت كثيراً".
يُذكر أن الثلاثاء الماضي، طرح أعضاء "جمهوريون" في مجلس الشيوخ، مشروع قانون يمنح الرئيس سلطة فرض عقوبات على الصين إذا لم تساهم بشفافية تامة في تسليط الضوء على منشأ المرض. ومنذ أمس اتهمت واشنطن بكين بمحاولة قرصنة أبحاث أميركية حول لقاح ضد الفيروس.

2.98 مليون طلب إعانة جديدة
سجّلت الولايات المتحدة 2.98 مليون طلب جديد للحصول على إعانات بطالة خلال الأسبوع المنصرم، ما يشكل مؤشراً إلى استمرار التداعيات المدمّرة لوباء "كوفيد 19" على الوظائف، وفق أرقام نشرتها وزارة العمل، اليوم الخميس.
ويفوق العدد المسجّل خلال الأسبوع الممتد حتى 9 أيار/ مايو الجاري بنحو نصف مليون توقّعات المحللين (2.475 مليون)، غير أنه يظهر تراجعاً مقارنة بالأسبوع السابق الذي تمت مراجعة حصيلته لترتفع إلى 3.171 ملايين طلب.
ومنذ التوقف المفاجئ للأنشطة الاقتصادية أواسط آذار/ مارس الماضي جراء فرض الإغلاق التام لاحتواء الجائحة بلغ العدد الإجمالي لهذه الطلبات نحو 36.5 مليوناً. وخلال شهر نيسان/أبريل الماضي، الذي شهد أولى تداعيات أزمة تفشي "كورونا" على أكبر قوة اقتصادية في العالم، تم إلغاء 20.5 مليون وظيفة، وهو رقم غير مسبوق في فترة قصيرة كتلك.
وارتفعت نسبة البطالة إلى أعلى معدلاتها منذ 80 عاماً وسجّلت 14.7%، علماً أن نسبة العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة كانت في شهر شباط/فبراير الماضي، عند أدنى مستوى لها منذ 50 عاماً (3.5 بالمئة).
وأمس، أبدى وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين "تعاطفه" مع الشركات الأميركية والعمال الأميركيين الذين يعيشون ظروفاً صعبة، وقال: "أعتقد أننا نبذل كل ما باستطاعتنا لإعادة بناء اقتصادنا، وأعتقد أننا سنعيد بناء هذا الاقتصاد".
وأكد أن الحكومة ستعيد تفعيل عجلة الاقتصاد بشكل تدريجي، موضحاً "ليس الأمر مفاجئاً. عندما تغلق الاقتصاد بشكل تام فإنك تتسبّب بخسارة وظائف على نطاق واسع. عندما تعيد فتح الاقتصاد، تعيد خلق هذه الوظائف".

اللقاح للمسنّين أولاً
قرّر ترامب تعبئة الجيش لتوزيع لقاح ضد "كورونا" عندما يصبح متوفراً والتركيز أولاً على الأميركيين الأكبر سناً. وقال ترامب اليوم الخميس: "إعطاء هذا اللقاح مهمة جسيمة (...) تجري تعبئة الجيش الآن حتى نكون قادرين في نهاية العام على إعطائه لكثيرين بسرعة بالغة". وتابع قائلاً إنه يعتقد أنه سيكون هناك لقاح بحلول نهاية العام.
ووضع "البيت الأبيض" هدفاً يتمثل في توفير 300 مليون جرعة لقاح بحلول نهاية عام 2020. ولم تتم الموافقة على لقاح للفيروس لكن يجري العمل على تطوير عدد منها، ويعتبر إنتاج وتوزيع لقاح فعّال خطوة مهمة لنهوض الاقتصاد الأميركي.
والجدول الزمني الذي حدّده ترامب متضارب مع ذلك الذي أعلنه كبير خبراء الأمراض المعدية في البلاد أنتوني فاوتشي في شهادة أدلى بها في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء الماضي، حيث قال إن "فكرة توافر لقاح بحلول الخريف المقبل، عندما تستأنف المدارس والجامعات فصولها الدراسية، فكرة طموح بشكل مبالغ فيه".

واشنطن تمدّد الإغلاق
مدّدت رئيسة بلدية واشنطن موريال باوزر أمس، إغلاق العاصمة الأميركية بعد تسجيل إصابات جديدة بالفيروس، بينما ألغت المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن في شمال البلاد قراراً بتمديد الحجر.
وعلى الرغم من إعادة فتح مناطق كثيرة في البلاد تدريجياً في محاولة للحد من المزيد من الأضرار الاقتصادية، أمرت باوزر بتمديد إجراء ملازمة المنازل حتى الثامن من حزيران/ يونيو المقبل، بعدما كان من المقرّر أن ينتهي الجمعة.
وقالت رئيسة البلدية في بيان إن "عدد الإصابات اليومية الجديدة بكوفيد 19 لم ينخفض بعد، وأيضاً لم ينخفض عدد الوفيات اليومية". وأضافت أن "العدوى في المجتمعات المحلية لكوفيد 19 لا تزال منتشرة في جميع أنحاء المنطقة"، وكذلك "في مناطق ميريلاند وفرجينيا بالقرب من واشنطن". وسجلت واشنطن وحدها 6584 إصابة بالفيروس و350 وفاة، وهي أرقام لا تأخذ في الاعتبار إحصاءات الضواحي الواسعة المحيطة بها.
من جهته، أعلن الحاكم الجمهوري لولاية ميريلاند، لاري هوغان عن رفع أوامر ملازمة المنازل في الولاية بدءاً من الجمعة. لكنه قال للصحافيين: "نحن نتفهّم تماماً بأنه ليست جميع المقاطعات في الوضع نفسه".
وستبدأ ولاية فرجينيا جنوب واشنطن إعادة الفتح بشكل محدود الجمعة أيضاً، وفقاً للحاكم رالف نورثام. ومع ذلك، تم استبعاد المنطقة المحيطة بواشنطن من الخطة وإرجاء التنفيذ فيها لمدة أسبوعين.
وفي ويسكونسن، ألغت المحكمة العليا في الولاية بطلب من برلمانيين جمهوريين قرار الإدارة الديمقراطية في هذه الولاية تمديد إجراءات العزل.