اختار «الحزب الجيّد» مساوات درويش أوغلو زعيماً جديداً له خلفاً لمرال آقشينير
ووفقاً للصحافي مراد يتكين، فإن المهمة الأولى الملحّة أمام درويش أوغلو، هي وقف موجة الاستقالات من الحزب، والتي طالت بعض نوّابه من الذين انضموا إلى أحزاب أخرى، علماً أن الحزب احتلّ المركز الخامس في البرلمان، وله 43 نائباً، ويتنافس أساساً على القاعدة القومية المتشدّدة في تركيا مع «حزب الحركة القومية» بزعامة دولت باهتشلي، الذي له 50 نائباً. غير أن الخلافات الداخلية عصفت بـ«الجيد»، بعدما حمّل البعض، آقشينير مسؤولية خسارة مرشّح المعارضة، كيليتشدار أوغلو، أمام الرئيس رجب طيب إردوغان، لتعقب ذلك موجة استقالات شملت خمسة نواب. ومع هذا، لا يزال «الجيّد» حزباً أساسياً في البرلمان، حيث سيكون مجموع نوابه مهمّاً في تحديد مسارات بعض القضايا، ومنها إعداد دستور جديد أو الحاجة إلى أصواته في البرلمان لإحالة أيّ مشاريع جديدة إلى الاستفتاء الشعبي، وهي أهمية تزايدت بعدما تفكّكت المعارضة وبات لكلّ حزب منها حرية التوجّه.
ودائماً ما كان إردوغان وباهتشلي يراهنان على تفكُّك «الحزب الجيّد»، والعودة إلى «الحزب الأم» (الحركة القومية) الذي انفكّ عنه عام 2017 ودخل الانتخابات عام 2018 بمساعدة أساسية من «حزب الشعب الجمهوري». لكن كون درويش أوغلو من النواب الذين انفصلوا في حينه عن «الحركة القومية» احتجاجاً على تحالفه مع «العدالة والتنمية»، فإن احتمال أن يسلك «الجيّد» في عهد رئيسه الجديد سياسة مرنة أو متصالحة أو متواطئة مع «تحالف الجمهور» تبدو غير واردة. إلا أن ما يمكن أن يسهل مهمّة تغيير البوصلات لدى مختلف الأحزاب، هو مناخ «التهادن» الذي بدأ يخيّم على الحياة السياسية، بعد اتفاق إردوغان وأوزغور أوزيل على اللقاء للمرّة الأولى وجهاً لوجه خلال الأيام القليلة المقبلة، وهو ما بات موضع ترقُّب في الوسطَين السياسي كما الشعبي.
ويعدّ المؤتمر الأخير لـ«الجيد» جزءاً من تداعيات الاستحقاقات الانتخابية على المعارضة منذ حوالى السنة، والتي كان أولاها انعقاد المؤتمر الاستثنائي لـ«حزب الشعب الجمهوري» بهدف اختبار جدوى استمرار كمال كيليتشدار أوغلو في رئاسة الحزب، بعد خسارته الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الحالي، رجب طيب إردوغان، بـ48% مقابل 52%، في 28 أيار 2023. وتمكّن مرشّح المعارضة داخل الحزب، أوزغور أوزيل، من إطاحة بكيليتشدار أوغلو في الخامس من تشرين الثاني الفائت، بغالبية 812 مقابل 536 صوتاً. ومع أن النتيجة عكست تباينات داخلية، غير أن الحزب ذهب بعد ذلك إلى الانتخابات البلدية، في الـ31 من آذار الماضي، ليحقّق نصراً تاريخيّاً ويلحق الهزيمة بـ«حزب العدالة والتنمية» للمرّة الأولى منذ عام 2002.