هدّد ميدفيديف بـ«حرق ما تبقّى من أراضٍ أوكرانية في حال شنّ هجوم على شبه جزيرة القرم»
لكن، في المقابل، يُجمع خبراء روس على أن سقوط هذه المدينة بأيّ شكل «يعني انهيار خطّ مواجهة القوات المسلّحة الأوكرانية في جبهة دونباس»، بعدما حشدت كييف في جبهة باخموت عدد قوات ضخماً بشكل «تخطّى كلّ الحدود المعقولة في العلوم العسكرية». كذلك، وبالنظر إلى وتيرة تقدُّم القوات الروسية، فإنه لن يكون لدى نظيرتها الأوكرانية الوقت لإنشاء المنطقة الدفاعية المطلوبة حول تكتّل سلافيانسك - كراماتورسك - كونستانتينوفكا. وتترافق هذه التطوّرات الميدانية، مع حشد الغرب كلّ إمكاناته لتزويد أوكرانيا بالأسلحة المطلوبة، من دبابات وصواريخ بعيدة المدى، وسط تشديد روسيا على أنها ستستخدم هي الأخرى إمكاناتها وقدراتها للردّ على هذه الخطوات. وعلى رغم تأكيد موسكو أن تسليح كييف بالدبابات لن يغيّر من معادلات الميدان، إلّا أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وجّه تحذيراً إلى الغرب من أن ردّ بلاده على التهديدات، «لن يقتصر على المدرّعات وحدها»، مشدّداً أنه «على الجميع فهم ذلك».
وبالتوازي، يتزايد الحديث عن نيّة كييف شنّ هجوم على شبه جزيرة القرم، مع إعلان القائم بأعمال وزير الداخلية الأوكراني، إيغور كليمينكو، عن بدء تشكيل ألوية هجومية خاصّة، من الجيش والشرطة وحرس الحدود الأوكراني، «للاستيلاء على شبه جزيرة القرم ودونباس». ويترافق ذلك مع حُزمة مساعدات عسكرية أميركية جديدة إلى أوكرانيا بقيمة 2.2 مليار دولار، تتضمّن خصوصاً قنابل صغيرة من نوع «GLSDB» متّصلة بصواريخ يتمّ إطلاقها من الأرض ويصل مداها إلى 150 كيلومتراً، من شأنها أن تمنح القوات الأوكرانية قدرة على استهداف الخطوط الخلفية للقوات الروسية ومخازن الذخيرة البعيدة من خطوط التماس، وفق بيان وزارة الدفاع الأميركية. وقال الناطق باسم «البنتاغون»، باتريك رايدر، إن «واشنطن تترك لتقدير كييف إمكانية استخدام قذائف بعيدة المدى في شبه جزيرة القرم».
وردّاً على هذه التطوّرات، هدّد رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، بـ«حرق ما تبقّى من أراضٍ أوكرانية تحت سيطرة كييف في حال شنّ هجوم على شبه جزيرة القرم»، مبيّناً، في تصريحات صحافية، أن «ردّنا يمكن أن يكون بكلّ الوسائل. لقد قال هذا بالتأكيد رئيس روسيا». وأوضح ميدفيديف أن بلاده لا تضع لنفسها أيّ قيود، واعتماداً على طبيعة التهديدات، «فهي مستعدّة لاستخدام جميع أنواع الأسلحة... وفقاً لوثائقنا العقائدية، بما في ذلك أساسيات الردع النووي... يمكنني أن أؤكد لكم أن الإجابة ستكون سريعة وصارمة ومقنعة».