وفي فيينا، تخطّى المفاوضون بعض القضايا الخلافية الموجودة في مسوّدة الاتفاقات، فيما بدأت تتحوّل الأفكار إلى كلمات وجُمَل قد تكون محور الاتفاق. إلّا أن المواضيع المفتاحية تبقى قيد التشاور؛ ذلك أنّها تتطلّب قرارات سياسية جريئة من قِبَل واشنطن وطهران. وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أن تقدّماً حصل في المسوّدات الأربع، أي الخطوط العامّة للاتفاق، وتفاصيل رفع العقوبات، والالتزامات النووية الإيرانية، وأخيراً التحضيرات التنفيذية. وبحسب المعلومات، فإن المواضيع الرئيسية التي هي موضع خلاف في الوقت الحاضر، تتركّز في تحديد آلية «حسم وضع اليورانيوم المخصّب، وأجهزة الطرد المركزي الإيرانية المتطوّرة»، و»التحقّق من رفع العقوبات الأميركية عن إيران»، و»تقديم ضمانات بعدم انسحاب أميركا مجدّداً من الاتفاق». ومن هنا، تقول الأوساط الدبلوماسية الإيرانية إنه على الرغم من أن المحطّات الآتية تبدو صعبة بعض الشيء، إلّا أن التوصّل إلى اتفاق لا يبدو مستحيلاً، بل أمراً محتملاً، في نهاية شهر آذار.
تجرى مشاورات للإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمّدة في البلدان الأخرى
وفيما تجرى المحادثات بين واشنطن وطهران بصورة غير مباشرة ومن خلال وسيط، يرى البعض أن هذا الأمر جعل المفاوضات أكثر تعقيداً وبطئاً. وعليه، ثمّة احتمالٌ لأن يلتقي الدبلوماسيون الإيرانيون والأميركيون، في غضون الأسابيع المقبلة، وجهاً لوجه، في خطوة تهدف إلى إعطاء المحادثات زخماً أكبر، والتسريع في تقليص هوّة الخلافات. وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، قد أثارا، الأسبوع الماضي، إمكانية إجراء حوار مباشر مع ممثلي الولايات المتحدة، إن اقتضت الضرورة ذلك. ويرى كثيرون أن التصريحات الأخيرة للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي الخامنئي، بأن «التعامل مع العدو لا يعني الاستسلام له»، تشكّل ضوءاً أخضر لإجراء محادثات مع واشنطن، إلّا أن ذلك لم يكن كافياً لمنع تعرُّض عبد اللهيان وشمخاني لانتقادات من بعض الأوساط والشخصيات القريبة من الخامنئي. إذ وصفت صحيفة «كيهان»، في مقال بقلم رئيس تحريرها، حسين شريعتمداري، تصريحات المسؤولَين بـ»غير المدروسة»، معتبرة المحادثات مع أميركا بمنزلة «الانغماس في الوحل»، الذي أعدّوه لإيران.
في غضون ذلك، تجرى مشاورات للإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمّدة في البلدان الأخرى، في ما يمكن اعتباره مؤشّراً إلى حصول انفراجة، وإلى كون محادثات فيينا باتت واعدة. وفي هذا السياق، أفادت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية بأن كوريا وإيران تعتزمان إجراء محادثات في سيول، اعتباراً من الشهر المقبل، ضمن مجموعة عمل لمناقشة كيفية تحويل الأموال الإيرانية المجمّدة (نحو 7 مليارات دولار) في حال رفع العقوبات، إضافة إلى غيرها من القضايا التي قد تطرأ في حال فشل المحادثات. وأبلغ مصدر مسؤول في كوريا الجنوبية، «يونهاب»، أن البلدين قد يتبادلان الآراء بشأن احتمال استئناف صادرات النفط الإيرانية إلى كوريا الجنوبية، في حال رفع العقوبات.