من مقام الشيخ أحمد أمان الدين في عبيه، إلى الدارة الأرسلانية في خلده، مروراً بدار الطائفة الدرزية في بيروت، توحدت طائفة الموحدين الدروز، في الترحم على شهداء مجزرة السويداء، لكنها اختلفت في مقاربة قضية تتخطى بأبعادها ونتائجها حدود الطائفة نفسها أو جبل العرب في سوريا. وإذا أردنا أن نستعيد شريط المجازر، فإن المجموعات الإرهابية لم تقصّر ضد أحد في سوريا. ألم تقم مجموعات إرهابية بذبح نحو أربعين من شباب وشيوخ بلدة قلب لوزة في جبل السماق في محافظة إدلب على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود السورية التركية؟ ألم يسعَ وليد جنبلاط إلى تحييد هؤلاء عبر وسطاء نقلوا إليه أن «جبهة النصرة» لن تمس بالدروز وبرموزهم ومقاماتهم الدينية، ولا بتقاليدهم ولباسهم وعاداتهم؟ ألم يبادر البعض إلى إنشاء «كتيبة كمال جنبلاط» بوصفها إحدى «فصائل الثورة» يسلَّم أمرها إلى واحد ممن نبذتهم السويداء في يوم من الأيام؟ وماذا كانت النتيجة أيضاً؟