الأيادي البيضاء
جاد معلوف كان الاعتراض الأول من بعض الجمعيات المدنية على قانون «حماية المرأة وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري» هو حصر الصلاحية بقاضي الأمور المستعجلة للنظر في القضايا واتخاذ القرار المناسب. والاعتراض نابع من كون قاضي العجلة «موظف حكومي»، على حد قولها، يترك عمله عند الثانية ظهراً ويتمتع بإجازة أسبوعية. قد يحصل هذا قبل جاد معلوف. فهذا القاضي، الذي يحسب له أنه أول من أصدر قراراً قضائياً حمائياً بعد صدور القانون، حضر في يوم العطلة وأصدر قراره... ونسف الخوف.
حسن حمدان لم يحتمل القاضي حسن حمدان رؤية وجه الشابة تمارا حريصي المدمى ولم ينتظر، تالياً، تحويل ملفها إليه كي يصدر قراره الحمائي، بل بادر إلى الاتصال بمحامين للسؤال عما يملكونه من معلومات عن الشابة لا يملكها هو.
يمكن لحسن حمدان أن يلتزم عمله بحذافيره، ولكنه لم يفعل ذلك. كان حساساً بما يكفي لاعتبار قضية تمارا قضيته. قضية ابنته.
بلال ضناوي هذه السابقة ليست لقاضي عجلة، وإنما لممثل النيابة العامة في بيروت. بلال ضناوي ليس قاضياً ليصدر قراراً حماسياً، لكنه كان يملك الحساسية التي جعلته يساهم في حماية امرأة من العنف، عندما أصدر قراراً يقضي بتوقيف الزوج 48 ساعة بدلاً من 24 ساعة، كون القضية أحيلت عليه في أول أيام العطلة الأسبوعية، فكان أن زاد مدة التوقيف لمنع خروج المعتدي قبل صدور قرار الحماية.رالف كركبي
رالف كركبي لم يكتف القاضي رالف كركبي بإصدار قرار حمائي لامرأة معنفة، بل أخذ على عاتقه البحث عن حل. هكذا مثلاً، حافظ على حياة الأم وأطفالها في المنزل العائلي، حيث يفترض أن يكونوا، وألزم المعتدي بالخضوع لعمليات تأهيلية قبل بت القرار بعودته إلى منزل الزوجية أو عدمه. فعل كركبي ما يمليه عليه ضميره. حمى الأم وأطفالها و»زيادة»، عندما منحهم الأمان الذي فات القانون التدليل إليه.
زلفا الحسن قد تكون القاضية زلفا الحسن فعلت ما فعله قضاة آخرون في اتخاذ قرار بحماية امرأة من العنف الأسري. إلا أنها لم تتوقف عند هذا الحد فقط. ففي إحدى القضايا التي تابعتها الحسن، عملت على إصدار قرار حمائي وتجديده ثلاث مرات، للحفاظ على حياة امرأة. وإن كان لا بد من تصنيف ما فعلته، فيمكن القول إنها فعلت «سابقة». أقله بعد صدور القانون.
انطوان طعمة ما يحسب للقاضي أنطوان طعمة أنه اجتهد في تطبيق قانون حماية النساء ولم يخالفه. ففي وقت نص القانون المذكور على أن قرار الحماية يشمل المعنفة وأطفالها «الذين هم في سن الحضانة القانونية وفق أحكام قوانين الأحوال الشخصية وسائر القوانين المعمول بها»، أصدر القاضي قرار الحماية لإحدى السيدات على أن يبقى طفلاها، اللذان تخطيا سن الحضانة معها. تخطى «السن المفروض» لاعتبارات انسانية. لم يفعل المستحيل، ولكنه تحرك ضمن هامش الحرية الذي سمح به القانون واجتهد ضمن حدود.
حدث في 31 أيار 2014
في الحادي والثلانين من أيار الماضي، صدر القرار القضائي الذي حمى بموجبه قاضي الأمور المستعجلة جاد معلوف أماً وابنة رضيعة من العنف. هذا القرار كان استثنائياً في حينها. فهو الأول بعد صدور قانون «حماية المرأة وسائر أفراد الأسرة إزاء العنف الأسري» (15 أيار) والفعلي بعد مجموعة «إشارات» طبقها عدد من «قضاة العجلة» والنيابة العامة، وسبقوا القانون في تأمين الحماية لنساء معنفات.
أفتى السيد محمد حسين
فضل الله بتحريم قتل امرأة في إطار ما يعرف في مجتمعاتنا بجريمة الشرف
الفارق بين «النوعين»، أن الإشارة كانت تحتاج إلى جرأة... نادراً ما كانت تحصل في القضاء. جرأة ينتج منها اجتهاد يأخذ من القوانين روحيتها ولا يخالفها. أما القرارات الحمائية، فقد صارت أمراَ واجباً في حماية النساء، كونها صارت تدبيراً موجوداً ومحمياً في القانون، ولا تحتاج تالياً إلى الجرأة. لكن، مع ذلك، ثمة حاجة هنا لقضاة «يتحسسون»، قضاة يتبنون قضية المرأة المعنفة، وكأنها تمسّهم، وليست مجرّد «شغل»، من أجل تطبيق القانون و»زيادة». والزيادة هنا تعني الاجتهاد لتصحيح بعض الشوائب واستكمال البنود الناقصة وتصويبها إن لزم الأمر. ولا يجب أن تبقى هذه متروكة «للحظ» ولحساسية بعض القضاة... وهذا الأهم.وبالعودة إلى قرارات الحماية التي أعقبت صدور القانون، فقد وصلت إلى حدود الثمانية عشر قراراً حمائياً، أربعة منها صدرت عن قضاء العجلة في شهر صدور القانون والبدء بتطبيقه.
(يمكن الاطلاع هنا على 6 قرارات حمائية) رقية الاسم: رقية منذر
العمر: 24 سنة
الوضع العائلي: أم وحامل في شهرها الرابع
الجنسية: لبنانية
مكان السكن: حي الرمل العالي ـ طريق مطار بيروت الدولي
الجاني: محمد منذر
علاقة الجاني بالضحية: زوجها
تاريخ وقوع الحادثة: الخميس 20 آذار 2014
مكان وقوع الحادثة: المنزل
نوع العنف: أسري
ماتت، وهي جاثية على قدميها، تتوسل قاتلها. كانت تصرخ، متضرعة بأسماء أطفالها. لم تفلح في إزاحة فوهة مسدس القاتل التي التصقت بقلبها. تلك الفوهة، التي لشدّة قربها من صدرها، «أحرقت لحمها الطري»، بحسب ما ورد في تقرير الطبيب الشرعي. ماتت رقية قتلاً، فخرجت روايات الغيورين على «سمعة العائلة»، تروّج لفرضية الانتحار. لكن، القرار الظني «حسمها»: رقية منذر لم تنتحر. رقية منذر قتلها زوجها.
ولاء الاسم: ولاء صوفان
العمر: 17 سنة
الوضع العائلي: عزباء. قاصر
الجنسية: لبنانية
مكان السكن: ببنين ـ عكار
الجاني: مصطفى صوفان
علاقة الجاني بالضحية: والدها
تاريخ وقوع الحادثة: الأربعاء 4 حزيران 2014
مكان وقوع الحادثة: المنزل
نوع العنف: أسري
عندما قتلت ولاء، خرج أحدهم، وهو من «فاعليات» البلدة، يقول بأن «الوالد قتل ابنته في لحظة تخلٍّ من الله وموجة شيطانية». ويبرّر «ثم إنها تحدّت والدها بإصرارها على الزواج من شاب لا ترضى عنه العائلة». نسي هذا الرجل، كما غيره، فعل القتل ـ كأن الرصاصات الأربع التي مزقت قلب ولاء وفمها لا تعني شيئاً ـ منشغلاً بالتبرير لرجل، قد يصيره هو في لحظة تخلّ... كما فحول آخرين.
ديالا الاسم: ديالا بروتالّي
العمر: 24 سنة
الوضع العائلي: عزباء
الجنسية: سورية (لاجئة)
مكان السكن: ددّه ـ الكورة
الجاني: ع. ت (16 سنة) م. ت (13 سنة)
علاقة الجاني بالضحية: شقيقاها القاصران
تاريخ وقوع الحادثة: الجمعة 13 حزيران 2014
مكان وقوع الحادثة: الشارع
نوع العنف: أسري
في الكورة، أيضاً، حدثت جريمة. قُتلت ديالا بروتالي في المنزل، ثم حضر والدها إلى مخفر ضهر العين للتحقيق، مصطحباً معه ابنه القاصر (16 سنة) للإبلاغ عن الجريمة . وبعد التحقيقات، أوقف القاصر المذكور، كما أوقف شقيقه الذي يصغره بثلاث سنوات (13 سنة)، للاشتباه بهما بقتل شقيقتهما ديالا. يُذكر أن محاكمات القاصرين تختلف عن المحاكمات الأخرى.
سلام الاسم: سلام محمد
العمر: 25 سنة
الوضع العائلي: أم
الجنسية: لبنانية
مكان السكن: عبّا ـ الجنوب
الجاني: باسل خلف
علاقة الجاني بالضحية: زوجها
تاريخ وقوع الحادثة: الخميس 11 أيلول 2014
مكان وقوع الحادثة: المنزل
نوع العنف: أسري
استغرق البحث عن سلام محمد عشرة أيام، قبل أن يُعثر على جثتها تحت تراب إحدى الحدائق في حي العقيدة، ببلدة النبطيّة الفوقا. في وقتٍ لاحق، ادّعت النيابة العامة الاستئنافية في النبطية على ب .خ. الذي قتل زوجته ودفنها في حديقة المنزل بجرم القتل عمداً، وأحيل على التحقيق.
سلوى الاسم: سلوى الأحمد
العمر: 32 سنة
الوضع العائلي: عزباء
الجنسية: لبنانية
مكان السكن: كفروه
الجاني: زياد الأحمد
علاقة الجاني بالضحية: شقيقها
تاريخ وقوع الحادثة: السبت 28 حزيران 2014
مكان وقوع الحادثة: المنزل
نوع العنف: أسري
ورد اتصال هاتفي إلى مخفر الدرك في زفتا، من شخص مجهول، يقول إن سيدة ثلاثينيّة، وجدت مقتولة في منطقة كفروة. وبعد ساعتين، أوقفت القوى الأمنيّة شقيق سلوى الأحمد، الذي يصغرها بثمان سنوات، الذي أطلق النار عليها بسبب رسالة نصيّة وصلت إلى هاتفها. أمام المحققين، وضع الشقيق جريمته في خانة «الشرف».
منال الاسم: منال العاصي
العمر: 33 سنة
الوضع العائلي: أم
الجنسية: لبنانية
مكان السكن: منطقة الطريق الجديدة
الجاني: محمد النحيلي
علاقة الجاني بالضحية: زوجها
تاريخ وقوع الحادثة: الثلاثاء 4 شباط 2014
مكان وقوع الحادثة: المنزل
نوع العنف: أسري
بدم بارد، سحل محمد النحيلي زوجته. لكنه، لم يفعل ذلك وحده. استدعى والدتها كي تتفرج على فعلته. قال لها: «تعي شوفي بنتك. تعي خديها ع القبر». ركضت الأم وهي تلملم وجع قلبها، وصلت ورأت «منال محروقة من ماء طبخة الفاصوليا الساخنة التي كانت تطبخها لأطفالها». قالت له: «يا حبيبي يا قلبي الله يخليك، الله يخليلك شبابك»، لكن من دون جدوى. ضربها وأقفل الباب عليها وتركها تسمع أنين ابنتها التي سرعان ما فارقت الحياة.
كريستل الاسم: كريستل أبو شقرا
العمر: 31 سنة
الوضع العائلي: أم
الجنسية: لبنانية
مكان السكن: بصاليم
الجاني: ر. حايك
علاقة الجاني بالضحية: زوجها
تاريخ وقوع الحادثة: السبت 15 شباط 2014
مكان وقوع الحادثة: المنزل
نوع العنف: أسري
تجرعت كريستل السم. أنهت حياتها، بعدما حرمها طليقها من حضانة ابنها الذي صار له من العمر 5 سنوات. في ليلة «عيد الحب» في الرابع عشر من شباط الماضي، نقلها أحدهم إلى المستشفى. علم في ما بعد أنه كان زوجها. وعلى أثر التحقيقات، أوقف «رهن التحقيق». لكنه سرعان ما خرج بحجة «عدم اكتمال الأدلة».
نوّار الاسم: نوّار الخالد
العمر: 21 سنة
الوضع العائلي: عزباء
الجنسية: سورية (لاجئة)
مكان السكن: برجا
الجاني: ر. ق
علاقة الجاني بالضحية: خالها
تاريخ وقوع الحادثة: الأربعاء 20 آب 2014
مكان وقوع الحادثة: المنزل
نوع العنف: أسري
فجر الأربعاء، استيقظ أهالي بلدة برجا على جريمة، فقد ذُبحت نوار الخالد في منزل أقربائها. أعوام الربيع انتهت بسكين «أحد الأقارب». ولم يحتج فرع المعلومات إلى وقت طويل لتحديد الفاعل، إذ سرعان ما اعترف خالها بارتكاب الجريمة «لأسباب عائليّة».