يبرز من بين أسباب انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي، انتشار الأغذية والحلوى الملوّثة التي يشتريها الأطفال
وعلى المنوال نفسه، تتحدث أم أحمد، من مركز إيواء «الهدى»، عن تجربتها مع التهاب الكبد الوبائي من «الفئة A»، قائلة: «حسبي الله ونعم الوكيل في الاحتلال ومن سانده ودعمه، لو ما صارت الحرب ما أصابنا لا أمراض ولا وباء»، مضيفة: «تنتشر النفايات ومياه الصرف الصحي في الشوارع والحارات، ويجري أطفالنا ويلعبون من حولها، ما أدى إلى إصابة أحد أبنائي بالتهاب الكبد الوبائي». وتعرب أم أحمد عن تخوفها من انتقال المرض إلى إخوته «لأنه سرعان ما ينتقل إلى الآخرين إن لم يتم عزل المريض».
من جهته، يعرّف الطبيب وسام السكني، وهو المتحدث باسم «مستشفى كمال عدوان الطبي»، التهاب الكبد الوبائي، بأنه «مرض فيروسي ينتج من التلوث الغذائي والبيئي»، مشيراً إلى أن «النوع المنتشر في قطاع غزة هو من الفئة A». وأكد السكني أن «للاحتلال الصهيوني دوراً كبيراً في انتشار المرض، وخصوصاً في مدينة غزة وشمالها»، عازياً ذلك إلى «تلوث المياه وانقطاعها الذي أدى إلى قلة النظافة الشخصية، فيما ساعد نزوح الناس إلى مراكز الإيواء بعدما هدم الاحتلال بيوتهم، في انتشار التهاب الكبد». ويبرز من بين الأسباب أيضاً «انتشار الأغذية والحلوى الملوثة في الشوارع، التي يشتريها الأطفال»، وفقاً للطبيب الذي ينوّه إلى أن أعراض الالتهاب «تتمثل في اصفرار العينين والاستفراغ المتكرر والحمى وهزلان الجسد».
ويوضح الطبيب أن معظم الحالات التي يستقبلها قسم الأطفال في «كمال عدوان»، هي حالات التهاب الكبد الوبائي، مبيّناً «أن علاج المصابين بالمرض يتمّ عن طريق المحاليل التي يعاني المشفى من نقصها نتيجة الحصار المفروض على قطاع غزة، وخصوصاً في مدينة غزة وشمالها». ويضيف أن «من الممكن علاج المرض في المنزل عبر السكريات والمحليات الطبيعية»، مستدركاً بأن «الاحتلال يمنع دخول الأغذية الصحية، ما يؤدي إلى زيادة الحالات وصعوبة علاجها». ويناشد «المؤسسات الدولية العمل على توفير العلاجات والمستلزمات الطبية للحدّ من انتشار المرض».