هي «امرأة مسرح» كما جاء في بطاقة الدعوة لتكريمها، لكنّها «امرأة بمسرح» أيضاً. ارتبط اسم نضال الأشقر (الصورة) بالمسرح اللبناني منذ بداياته الطليعية في ستينيات القرن الماضي. أسّست مع روجيه عساف «مسرح بيروت» سنة 1968، وكانت الانطلاقة مع عرض «مجدلون»، ثم تتالت عروض أخرى باتت جزءاً من ذاكرة المسرح اللبناني والعربي. الشغف بالمسرح جعل الشابة المتخرجة في الأكاديمية الملكية في لندن على صلة بما يحدث على الخشبة، وبما تخلقه العروض من صلاتٍ ذكية وعميقة مع يوميات الحياة الثقافية. لذلك، ظل اسمها حاضراً كأحد صانعي الحقبة الذهبية لبيروت التي كانت مختبراً لتجديد الأفكار في المسرح والشعر والصحافة والرسم. ظلت المدينة كمختبر تجديدي وبيئة للنقاشات الخصبة هاجساً لدى الممثلة والمخرجة وصاحبة الطموحات الكبيرة التي تحولت سيرتها المسرحية إلى رمز للمرأة المثققة والمناضلة والحرة. هكذا، ما إن توقفت الحرب، حتى أسست «مسرح المدينة» الذي بدأ، مع «مسرح بيروت»، بإعادة الحياة الثقافية إلى إيقاعها الطبيعي. على خشبة مسرحها، أخرجت عدداً من العروض اللافتة، كان آخرها «على باب السفارة كان الليل طويل». استضاف المسرح عروضاً وأمسيات موسيقية وشعرية وغنائية وراقصة. فتحت الممثلة المخضرمة الباب للتجارب الشابة، وآخرها تخصيص المسرح الصغير ليكون «مترو المدينة» الذي يستقبل عروضاً وأمسيات موسيقية وأدبية بمزاج شبابي مختلف.
تكريمها اليوم من قبل «الجمعية المسيحية للشابات»، و«مركز مساندة المرأة» في مناسبة يوم المرأة العالمي، يأتي بعد سلسلة من التكريمات والأوسمة في عواصم عربية وفي الخارج. يُفرحها أن تكون الجهة المكرِّمة جمعية أهلية تشتغل منذ سنوات على حقوق المرأة، ومركزاً يدافع عن المرأة ضد العنف والقوانين التي تحدّ من دورها وحريتها. بهذا المعنى، يبدو تكريم الإنجاز المسرحي تكريماً للمرأة التي تظل طموحاتها تسبقها. تتضمن الأمسية كلمة لوزير الثقافة، ورئيسة الجمعية، وكلمة للأشقر نفسها عن «مهنة المسرح»، إضافةً إلى مشهد راقص مستوحى من قراءات صوفية سابقة لها، وفيلمين وثائقيين، الأول يتضمن شهادات عن تجربتها من قبل: حسين فهمي، نور الشريف، رفيق علي أحمد، روجيه عساف، طلال سلمان... وغيرهم، والثاني يصور محطات مسرحية وفنية احتضنها «مسرح المدينة» الذي تُديره منذ 18 عاماً. المسرح الذي تعدنا بأنها عائدة إليه قريباً كممثلة بإدارة المخرج ناجي صوراتي، إضافة إلى إخراجها لعمل آخر مستوحى من نصوص سومرية قديمة.
7:00 مساء اليوم ــ مقر «الجمعية المسيحية للشابات» (عين المريسة، بيروت) للاستعلام: 01/367750
4 تعليق
التعليقات
-
المشرق كلهليس لبنان فقط يتألق بنضال الاشقر بل هي نجمة في سماء المشرق تألقه بأكمله من ذرى طورس الى مقلب سينا ؟
-
لبنان يكبر بنضال الاشقروغير هيك شو عندك يا مجهول؟ وبرغم ذلك ما يتكلم هو الانجاز، ولهذا السبب نرى ونسمع اخبار كل من له انجاز في العالم وهناك اشخاص يتقوقعون خلف شاشة الكومبيوتر ولانعدام انجازاتهم يهاجمون اصحاب الانجازات ودوما يوقعون بالاسم الاصدق في وصفهم "مجهول" وهو في كثير من الحالات لا يختلف عن اسم "نكرة". نضال الاشقر علامة بارزة في تاريخ وحاضر ومستقبل الثقافة العربية بانجازاتها الشخصية. وابنة اسد الاشقر تقف كرمز لاستمرارية النضال المتوارث ابا عن جد. هذا ما يجعل الوراثة امرا رائعا حين يرث الاولاد والبنات الاخلاق والمبادئ عن الاهل. للاسف لدينا من يرث المناصب والثروات عن اهلهم وهؤلاء هم من يحكم البلد وبئس الارث وبئس الحكم وبئس البلد.
-
الملفت في السيدة الأشقر أنهاالملفت في السيدة الأشقر أنها لا تتكلم أو تتحرك أثناء التمثيل.
-
كمان طلعت من عشاق النظامكمان طلعت من عشاق النظام الممانع على فكرة، لا لشيء سوى رغبتها بتحرير فلسطين.