على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

كتّاب الإعلام العربي يسجّلون سوابق في الطاعة والانصياع. قرّرَ حاكم الكويت تعليق الدستور، وحلّ البرلمان، وفرض قمع شامل في الدولة والمجتمع. كيف كان ردّ كتّاب الإعلام الخليجي؟ مزايدات في إعلان التأييد والهتاف لحاكم الكويت على فعلته. بورك الحاكم في حكمته عندما قرَّر أن الانفتاح الديموقراطي لا يليق بشعب الكويت. والكتّاب والأكاديميّون في الخليج الذين يكتبون عن جون لوك والديموقراطية في حالة سوريا وإيران (فقط) رفعوا الصوت بالتهليل. وهذه النزعة لتأييد القمع والديكتاتوريّة من سمات الثقافة العربيّة المعاصرة. يعلم هؤلاء الكتّاب (أصحاب المشروع الليبرالي واليميني المحافظ، هذان هما الجناحان السائدان في إعلام الخليج) أن الديموقراطيّة تتناقض مع مشروعهما. هل يمكن أن تكون جريدة «الشرق الأوسط» على ما هي من صهيونية ومساهمة في المجهود الحربي الإسرائيلي لو أنّ صاحبها لم يكن يرأس نظاماً بوليسياً ديكتاتوريّاً؟ هل إنّ الآراء الحرّة في مجتمع حرّ يمكن أن تدعو إلى ذمّ المقاومة ضد إسرائيل في حمأة الحرب الجارية؟ هل يمكن في بلد حرّ وصحافة حرّة أن يتغنّى كاتب بسلب الشعب حريّاته مهما كانت الذرائع؟ لكن في العالم العربي، إنّ للقمع والاستبداد والتنكيل والتعذيب مريديه ومريداته. مَن ينفي أنّ شعبيّة محمد بن سلمان بين الكتّاب والإعلاميّين والفنانين زادت كثيراً بعد انتشار أخبار خطف وقتل وتقطيع جمال خاشقجي؟ حتى الذين كانوا يصفونه بـ «الصديق» والذين كالوا له المدائح من قبل، آزروا محمد بن سلمان واعتبروه ضحيّة لمؤامرة غربيّة لأنه وطني. اعتقال الحريري في السعوديّة: زاد من شعبيّته في أوساط سنّة بيروت لكن أفقده شعبيّة بين إعلاميّي وفناني وفنانات لبنان. إنّ الذي يكون ضحيّة للنظام المحبوب يكون هو الجاني. لكن الاستبداد محمود بين إعلاميّي وإعلاميّات العرب فقط إذا كان المُستبد ثريّاً أو إذا كان على الأقلّ في صف المعسكر الغربي المُربِح (ماليّاً). شدّة مناصرة القمع في الكويت هو بسبب ثراء النظام، ولأن النظام يمكن أن يفتح صحفاً أقل حريّة كي تنقل ثقافة الاستبداد السياسيّة على طريقة الإعلام السعودي الذي يحرّره لبنانيّون متخصّصون في الطاعة والانحناء.

0 تعليق

التعليقات