اقتحم عبد الرحمن منيف (29 مايو 1933- 24 يناير 2004) حقل الكتابة الروائية متأخّراً. أتى إلى عالم التخييل وهو يحمل على كتفيه النحيلتين خيبات السياسة بوصفها خديعة كبرى، وعطباً غير قابل للإصلاح. كانت روايته الأولى «الأشجار واغتيال مرزوق» (1973) بمثابة مفاجأة، لا تقل في ثقل رنينها عن رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح، لجهة أنماط السرد وتمثلات الذات العربية المقموعة، مروراً بأزمة المثقف العربي، وتحوّلات المكان، وصولاً إلى الهزيمة المحقّقة، وتلاشي معنى الوطن كمحصلة نهائية للقمع، والعسف السلطوي، والخيبة العاطفية.