لا يثير اتّفاق الرياض وطهران على استعادة علاقاتهما الدبلوماسية أيّ خشية لدى صنعاء. ذلك أن الأخيرة تدرك أن «مربط الفرس» أوّلاً وأخيراً يظلّ عندها، وهو ما دلّت عليه تكراراً محاولات السعودية، على مرّ جولات المحادثات بينها وبين إيران، سواء في العراق أو سلطنة عُمان، طرْق أبواب الملفّ اليمني من دون أن تؤول إلى نتيجتها المبتغاة. يُضاف إلى ما تَقدّم، أن المفاوضات المباشرة بين صنعاء والرياض كانت قد قطعت بالفعل أشواطاً متقدّمة، ووصلت إلى حدود الحديث عن انسحاب القوّات الأجنبية من اليمن، حيث أبدى السعوديون إيجابية كبيرة واستعداداً للخروج «في دقائق»، لكنهم تبرّأُوا من المسؤولية عن بقيّة القوّات المنتشرة على الأراضي اليمنية، وهو ما مثّل عقبة في طريق التوصّل إلى اتفاق. وإلى تلك العقبة، تضاف أخرى لا تزال حاضرة، متمثّلة في التدخّل الأميركي الضاغط في اتّجاه إبقاء الحالة القائمة (اللاحرب واللاسلم)، والذي ينتظَر الآن ما إن كان سيتغيّر في أعقاب اتّفاق السعودية وإيران على نزع فتائل التوتّر في المنطقة