ما كان لافتاً هو ما سمعه النواب أثناء لقائهم مسؤولة ملف الأردن ولبنان في مجلس الأمن القومي نادين زعتر التي أبدت امتعاضها، وفق معلومات «الأخبار»، من طلبات الوفود اللبنانية بإدراج أسماء محددة على لوائح العقوبات. وسمعوا منها كلاماً مفاده «أننا لا نعمل لديكم». وتنقل مصادر أن كلام زعتر جاء بعدما علمت بأن «أحد النواب قدّم لائحة بأسماء يطلب أن تشملها العقوبات». وعُلِم أن مسؤولين أميركيين أبدوا «استغرابهم وخيبة أملهم» من النواب الجدد، «تغييريين» و«مستقلين»، معتبرين أنهم «يعملون وفق آليات الطبقة السياسية التقليدية نفسها عندما كان أولئك أيضاً يأتون إلى واشنطن ليحرّضوا على بعضهم البعض ويطلبوا من الإدارة الأميركية الاقتصاص من خصومهم».
كذلك نُقل عن زعتر امتعاضاً من «لقاءات يعقدها أبناء الجالية اللبنانية خصوصاً ممن يدورون في فلك القوات اللبنانية مع أعضاء جمهوريين في الكونغرس، بهدف التحريض على الجيش اللبناني من زاوية أنه تحت سيطرة حزب الله علّهم يجرون الإدارة إلى موقف معاد للجيش، أو ثنيها عن دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون في معركة رئاسة الجمهورية». وما يثير استياء الديموقراطيين أن في الكونغرس آليات قد تسمح لأقلية بتعطيل بعض قرارات الإدارة.
في تتبع نشاط الوفد اللبناني، بدا واضحاً سعي ضو لأن يكون «نجم» الحدث، إن بواسطة التغطية الإعلامية، وهو الأمر الذي أحدث نوعاً من توتر بينه وبين بو صعب، وإن بكثرة نشاطاته الفردية وتصريحاته، وأكثرها فجاجة ما قاله إثر لقائه رئيس التجمّع اللبناني في الكونغرس دارن لحود حول «التأثير السلبي للمنظومة الحاكمة وعلى رأسها حزب الله الذي يعيق بناء الدولة والمؤسسات وفرملة خروج لبنان من أزمته الاقتصادية والمالية ومنع إقرار الإصلاحات». فيما يعتبر ضو في اتصال مع «الأخبار» أن ما قاله «يندرج في خانة الرأي ووجهة النظر والدعوة إلى محاسبة المعطّلين»، رافضاً وصف تصريحه بالتحريض على فريق داخلي والاستقواء بالخارج.
امتعاض أميركي من حركة الوفود اللبنانية وبعض أبناء الجالية
كما يمكن التوقف عند كلام رئيس مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان «ATFL» إيد غابريال خلال لقاء نظّمته المجموعة لضو مع الصحافة الأميركية. إذ أشار غابريال إلى أن «المجموعة بصدد التحضير للخطة باء إذا ما طال أمد الشغور الرئاسي، وستكون لها زيارة إلى لبنان الشهر المقبل». وكما هو معلوم فإن هذا الفريق عوّل على نجاح مرشحي «التغيير» في الانتخابات النيابية.
ومن خارج جدول أعمال الوفد، كانت منظمة «OUR NEW LEBANON»، التي تعرّف عن نفسها بأنها مدعومة من المجتمع اللبناني - الأميركي بهدف إعادة بناء لبنان على أسس ديموقراطية، وجعله أرضاً للاستقرار لتقوية العلاقات بين لبنان وأميركا، في صدد تنظيم لقاء في 19 شباط الجاري يجمع ضو بأبناء الجالية اللبنانية، بكلفة 60 دولاراً يدفعها كل شخص. وبعد أيام من الإعلان عن اللقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت المنظمة إلغاءه. وفيما توقّعت مصادر أن يكون «السبب هو عدم الإقبال من جهة، وخيبة الجهات التي تساعد في العادة على إنجاح هكذا لقاءات»، نفى ضو هذه الأجواء، وأشار إلى أنه فضّل إلغاء الحفل لتخفيف العبء المادي عن الحضور، وسيستعيض عنه بلقاءين سينظّمان في اليوم نفسه، أحدهما في كنيسة مار مارون والآخر على مأدبة غداء للذين لن يشاركوا في القداس.
وقد اختتمت الزيارة أمس بلقاء مع مساعدة وزير الخارجية في مكتب شؤون الشرق الأدنى باربرا ليف ونائب مساعد وزير الخارجية في مكتب شؤون الشرق الأدنى إيثون غولدريتش ومدير مكتب الشرق الأوسط ستيفن باتلير حيث تمت مناقشة الاستحقاقات المقبلة وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية لإعادة تكوين السلطة بأسرع وقت ممكن. وشرح بو صعب، خلال اللقاء، انعكاسات أزمة النازحين على لبنان والخطر الكبير من تفاقم الأوضاع بسبب عدم اهتمام المجتمع الدولي بإيجاد حل سريع وعادل لعودتهم.