برحيل الرئيس حسين الحسيني، فقدت المؤسسة الشيعية السياسية ركناً من حصاد مشروع الإمام موسى الصدر. وهو مثّل، خلال عقد من الزمن، دوراً يعكس الترقّي السياسي والاجتماعي لقيادات شيعية كانت خارج الاصطفاف الذي قام عليه الإقطاع الشيعي في لبنان. ومع أن اسمه برز بقوة خلال إعداد اتفاق الطائف، إلا أنه حاول إدارة التحوّل في نظرة الشيعة الى الدولة، مقترحاً طريقة خاصة لإدارة المجلس النيابي وعقد التحالفات والتواصل، ما لا يسقط من حساب «الشركاء في الوطن» حنينهم الى ميثاق الـ 1943. لكن نظرته الى لبنان ما بعد الطائف لم تطابق برنامج سوريا والسعودية، ما دفعه عملياً خارج دائرة القرار والتأثير... الى أن صار أشبه بالحكيم الذي يلجأ إليه كثيرون في معرض تفسير الدستور.
رحل الرئيس الحسيني في لحظة يعيش فيها لبنان عوارض الانتقال الى جمهورية ثالثة لا نعرف إن كانت لن تمرّ بحرب أهلية، لطالما كان الراحل يحذّر من نارها الخامدة.
رحل الرئيس الحسيني في لحظة يعيش فيها لبنان عوارض الانتقال الى جمهورية ثالثة لا نعرف إن كانت لن تمرّ بحرب أهلية، لطالما كان الراحل يحذّر من نارها الخامدة.