بدأت تداعيات صعود الفاشية الدينية في الكيان الإسرائيلي، تَظهر تباعاً، مع تصاعد دعوات القتل والتهجير ضدّ فلسطينيّي الداخل المحتلّ، وولادة ميليشيات جديدة في أوساط المستوطِنين بدعوات من إيتمار بن غفير صاحب الشعار الشهير: «إذا شعرتَ بالخطر، اقتل ببساطة»، فضلاً عن حصول هذا الأخير، في خلال مفاوضات تشكيل الحكومة، على «مكاسب» من بينها شرعنة عشرات البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلّة. وعلى رغم هذه المكاسب، لا تزال المفاوضات الائتلافية متعقّدة أمام نتنياهو؛ إذ إن استرضاء بن غفير لا يبدو كافياً إلى الآن لإقناعه بالتخلّي عن وزارة الأمن الداخلي التي يريد من خلال تشديد سياسات التنكيل والاضطهاد ضدّ الفلسطينيين، فيما رفيقه في «الصهيونية الدينية»، يسرائيل سموتريتش، لا يجد فائدة لآيديولوجيّته العنصرية في الاستعاضة عن حقيبة الأمن بحقيبة المالية. وفي خضمّ هذه التعقيدات، يحاول نتنياهو، بكلّ ما أوتي من قدرة على التلاعب، شقّ صفوف شركائه اليمينيين، والنفاذ من خلال خلافاتهم إلى تشكيلة مُرضية يأمل أن تبصر النور قريباً