خلال اللقاءات، استفسر وفد «المخابرات العامة» عن موقف «حماس» من المصالحة الفلسطينية والتهدئة والعلاقة الثنائية مع القاهرة، وتساءل عن سبب تأجيل الزيارة، الأمر الذي قابلته الحركة برد مفاده أن لديها «مشاورات داخلية»، وأنها سترسل وفداً قريباً من دون تحديد طبيعة الوفد وهل هو من غزة أو من الخارج. وعلى رغم طرح المصريين أفكاراً جديدة، جزء منها قديم لإعادة تفعيل المصالحة، رفضت «حماس» أي محاولة لفرض شروط السلطة، واختصر ردها في انتظارها ممارسة ضغط على «فتح» لقبول الورقة المصرية بصيغتها الأخيرة، وليس «إملاء شروط من مبدأ منتصر ومهزوم». مع ذلك، حذّر الوفد المصري من جدية محمود عباس في تنفيذ العقوبات الجديدة التي يلوح بها، لكنها ستكون «ورقة أخيرة في حال تجاوز دور السلطة في غزة». لكن «حماس» قالت إن «أي عقوبات جديدة سيكون الرد عليها مختلفاً عن السابق». وفي شأن التهدئة، أبلغت الحركة المصريين رفضها العودة إلى الأسلوب السابق وإبقاء ربط تحسين الواقع في القطاع بتحقيق المصالحة.
رفضت «حماس» عقد أي لقاء مع «فتح»، حاصرة المحادثات مع القاهرة
أما عن خطاب عباس أمام الأمم المتحدة، فأكدت «حماس» أنها لن توفر غطاء أو شرعية للخطاب، مؤكدةً على لسان القيادي فيها سامي أبو زهري، أن «مضمون خطابه لا يحظى بأي شرعية أو توافق وطني، ولا يمثل شعبنا»، متسائلاً: «ما الذي أبقاه عباس لشعبنا ليدعمه في الأمم المتحدة... (يكفي أنه) لم تنفذ قرارات المجلسين المركزي والوطني السابقة». وذكر أبو زهري أن «السلطة معنية بلقاء قريب مع حماس ليتم توظيفه في الأمم المتحدة... لكن لن تكون هناك لقاءات قريبة مع فتح في القاهرة، إنما حوار استراتيجي بين مصر وحماس حول العلاقات الثنائية وملفات فلسطينية». ويتوافق ذلك مع ما تحدث به المصدر الحمساوي حول طرح مصري للقاء بين الحركتين في القاهرة منتصف الأسبوع الجاري، الأمر الذي رفضته «حماس». في المقابل، رأت «فتح» أن تصريحات أبو زهري تعني أن «حماس حسمت خياراتها مبكراً... في محاولة للنيل من الرئيس محمود عباس ومواقفه الثابتة»، كما اتهمت «حماس» بأنها تتهرب من المصالحة عبر التصعيد على الأرض بدعم إقليمي.
ميدانياً، يتواصل الحراك على حدود القطاع في وقت تنقل وسائل إعلام عبرية ازدياد الحرائق المندلعة في مستوطنات «غلاف غزة» بفعل بالونات حارقة. وفي الوقت نفسه، استدعيت وحدات الهندسة في الجيش الإسرائيلي للتعامل مع عدد من القنابل أرسلت عبر بالونات إلى المستوطنات من دون أن تنفجر، فيما قال المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، إن المتظاهرين الفلسطينيين وجدوا نقطة ضعف جديدة للجيش الإسرائيلي عبر التظاهرات الجماهيرية الليلية، في إشارة إلى ما يسمى «وحدات الإرباك الليلي»، وهو ما زاد التخوفات لدى الجيش من التسلل الجماعي تحت غطاء الليل، وفق هرئيل.