تعقد «هيئة المفاوضات» المعارضة مشاورات موسعة في الرياض
وبدت لافتة خلال الأيام القليلة الماضية، المشاركة الروسية عبر سلاح الجو في العمليات العسكرية الجارية في ريف درعا الشرقي. كذلك سجّلت عودة سلاح الجو السوري إلى استهداف مواقع في مدينة درعا ومحيطها الجنوبي، الملاصق للحدود الأردنية، والذي يمر عبره «الطريق الحربي» الرابط بين الريفين الغربي والشرقي. وتعمل القوات الروسية بالتنسيق مع الفعاليات المحلية في المناطق المحاذية لخطوط الاشتباك على صياغة مبادرة تتيح للمدنيين الراغبين بالخروج بعيداً عن الاشتباكات نحو ريف السويداء الغربي، في ضوء نزوح أعداد كبيرة خلال الأيام الماضية، وإغلاق الأردن للحدود في شكل كامل. وبينما تؤكد أوساط إعلامية أردنية أن الحكومة تتابع التنسيق مع الجانبين الروسي والأميركي، في محاولة لتعزيز احتمالات نجاح «المصالحات» في الجنوب السوري، بما يجنّب نشوب معركة واسعة النطاق، ينتظر أن يزور مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، موسكو غداً، بعد جولة أوروبية، وذلك لبحث عدد من القضايا المهمة، وبينها سوريا، تحضيراً للقاء محتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، أواسط تموز. وينتظر أن يكون الوضع في الجنوب السوري واحداً من الملفات الأبرز بين الرئيسين، اللذين أعلنا سابقاً عن اتفاق «خفض التصعيد» في الجنوب. ويحتمل أن يبقى الموقف الأميركي تجاه التطورات على الأرض، على حاله لحين التوصل إلى «تفاهمات جديدة» بين ترامب وبوتين. وخلال هذا الوقت، سيتابع الجيش السوري، وبدعم روسي، التقدم التدريجي في ريف درعا الشرقي، واضعاً نصب عينيه، الوصول لاحقاً إلى معبر نصيب على الحدود الأردنية.
وبالتوازي مع هذه التطورات، تستمر الجهود الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف، في محاولة لتحفيز مسار محادثات «التسوية السياسية» عبر مسار «اللجنة الدستورية»، الذي سيكون بدوره مادة هامة للنقاش بين واشنطن وموسكو. والتقى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والأردن والسعودية، لبحث الملف السوري. وجرى خلال الاجتماع، وفق مكتب دي ميستورا، التعبير عن القلق إزاء التصعيد العسكري في الجنوب والدعوة إلى «وقف فوري» للعنف. وفي الرياض، تعقد «هيئة المفاوضات» المعارضة اجتماعاً موسعاً، يهدف إلى ترتيب صفوفها، والتوافق على قائمة من جهتها تضم أسماء المرشحين المحتملين لعضوية «اللجنة الدستورية». ونفت «الهيئة» أمس، أن تكون انتهت من إعداد القائمة وسلمتها إلى الأمم المتحدة أو أي طرف آخر. وفي سياق متصل، زار نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إيران، والتقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وكبير مساعديه حسين جابري أنصاري، الذي يرأس وفد بلاده ضمن الجهود الخاصة بالملف السوري. وجاءت هذه الزيارة بالتوازي مع اتصال هاتفي جمع ظريف ونظيره الروسي سيرغي لافروف، أمس، جرى خلاله التطرق إلى عدد من الملفات، بينها سوريا.