إنه مهرجان بيروت الخامس للطهو، وما تضمنه من «صالون الشوكولا»، الحدث الأبرز لصناعة الشوكولا وإنتاجه وتصديره في لبنان حالياً.
يواصل ذلك المذاق المر للعصيدة المستخلصة من حبوب الكاكاو إبهار الملايين حول العالم... بمليارات الدولارات.
يقال «إن تسعة من كل عشرة أشخاص متيمون بعشق الشوكولا، أما العاشر فيكذب». إنها الشوكولا... وما ينسج حولها من عوالم باتت قائمة بذاتها. عليها تبنى اقتصادات دول، وتدخل زراعتها وإنتاجها في حركة التجارة الدولية، والبورصات العالمية.
يزرع الكاكاو في غرب أفريقيا ووسط وجنوب أميركا وآسيا، إلا أن الاستهلاك الأكبر له في الدول الصناعية.
في «صناعة الشوكولا الثقيلة»، يصل رأس مال السوق العالمية إلى 011 مليارات دولار سنوياً، بنسبة نمو سنوية تبلغ 6%.
تأتي معظم حبوب الكاكاو في العالم من الساحل الأفريقي الغربي، حيث تمثل كل من غانا وساحل العاج ونيجيريا أكبر الدول المنتجة لها، أما البرازيل فتعد أكبر الدول المنتجة لها في نصف الكرة الغربي، تليها الإكوادور.
وسجلت السنوات الخمس الماضية تزايداً في وتيرة الطلب على الشوكولا ومنتجاتها في كل من أميركا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا.
خمس دول أوروبية تتربع على عرش صناعة الشوكولا في العالم: سويسرا، بلجيكا، بريطانيا، فرنسا وإسبانيا. علاقة هذه الدول ببذور الكاكاو لا تختلف عن علاقة لبنان بتلك البذور.
بما أنها «جلسة وانفتحت»، هل من الممكن قبل منح الجنسية لملايين اللبنانيين المنتشرين في أميركا الجنوبية وغرب أفريقيا، التفكير كيف من الممكن أن يكونوا مصدراً لازدهار صناعة الشوكولا في لبنان.
إذا كان «الطهو» من الميزات التفاضلية للقطاع السياحي اللبناني، أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، فمن السهل جداً إضافة الشوكولا إلى التبولة والحمص بطحينة... لا يتطلب الأمر بنى تحتية معقدة ولا موارد طبيعية ومواد أولية. قليل من الحليب والسكر والكاكاو... وقليل من الشعور بالمواطنة... فقط.