هناك متسع من الوقت أمام «مناضلي» العالم الافتراضي كي يخوضوا معاركهم طالما أنّهم يستمدّون مبرراً لوجودهم من خلال هذه المعارك القائمة على التحريض والتخوين ورمي الشتائم في كل الاتجاهات، من دون أن تفوتهم تصفية حساباتهم القديمة. هكذا، أضحت الفرصة مواتية لكل من فاته قطار النجاح أو الشهرة كي يثأر من خيباته المتلاحقة.
على هذا الشكل، تعرّض الكوميديان السوري دريد لحام لهجوم شديد قبل أسابيع عندما حاصره سلفيّون في قرية القلمون (قضاء طرابلس) أثناء تصوير مسلسل «سنعود بعد قليل»، بينما ذهبت القصة أبعد من ذلك عند استشهاد الممثل ياسين بقوش. يومها، رقص البعض على دماء الرجل، متخذين من الجريمة الشنيعة ذريعةً لممارسة حقدهم بأبشع صوره مع تحريضهم على «غوّار». في ذلك النفق المظلم، صار كل مَن يحاول الدفاع عن الكوميديان السوري هدفاً لـ«نيران» الجيش الجرار من «مناضلي» مواقع التواصل الاجتماعي. طبعاً لم تخجل قناة «العربية» كالعادة من نقل خبر كاذب عن وجود باسم ياخور ومصطفى الخاني ودريد لحام عند وقوع الحادثة رغم نشر عشرات التقارير التي أكّدت أنّ صاحب «صح النوم» كان برفقة زوجته وفريق مسلسله الجديد. وحالما هدأ الهجوم، اشتعلت جبهة أخرى عبر صفحات موقع «كلنا شركاء في الوطن» الذي تحوّل بفضل مسؤوليه إلى منبر للنعيب والردح. شن الموقع حرباً على الفنانين السوريين باسم ياخور ومها المصري وابنتها ديمة بياعة بسبب زيارتهم أخيراً «مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة» في دبي، والتقاطهم صوراً مع الأطفال، ودفاع نجم «ضيعة ضايعة» عن دريد لحام، معلناً أنّ الأخير تعرّض لقلة أدب من بعض وسائل الإعلام. هنا، قامت الدنيا ولم تقعد. بدأ الموقع كالعادة بصبّ النار على الزيت، مشيراً إلى أنّ هؤلاء الفنّانين يتغاضون عن جرائم تقع في سوريا ويديرون ظهورهم للاجئين السورين في المخيمات، بينما تتجلّى إنسانيتهم في دبي. ونقل الموقع تعليقاً لأحد الأشخاص عن الفايسبوك وهو يقول «لو كانت هذه الصورة في مخيم الزعتري أو مخيم يلدا لاحترمتكم أكثر»، منهياً تعليقه بشتيمة من العيار الثقيل. و«مسك» الختام كان كالعادة سمّاً خالصاً على يدي أحد أبرز صحافيي الشتائم، الذي دعا من خلال صفحته على الفايسبوك إلى محاكمة باسم ياخور ومنعه من دخول دول أوروبية لأنه دافع عن «المجرم»، مضيفاً أنّ تصريحاته أدلة موثقة ضده!
طبعاً بغض النظر عن هذا الخطاب المستورد من أزمنة بائدة لكنّه صار سمة المرحلة، إلا أنّ أصحاب الحملة الذين حرصوا على نقل الخبر بسرعة لم يتعبوا أنفسهم بالاستعانة بذاكرتهم القريبة حين تعرّض عابد فهد لهجوم مسعور بسبب زيارته «مخيّم الزعتري» للاجئين السوريين (الأخبار 21/1/2013). النتيجة صارت مؤكدة: نجوم الدراما السورية هم الحلقة الأضعف، وقد يستمرّ الهجوم عليهم ضمن تصنيفات تشبه إلى حد كبير تلك التي كانت تطلقها أجهزة الاستخبارات السورية في ماضيها القريب!
14 تعليق
التعليقات
-
مامتنا.... بس ماشفنا مينمامتنا.... بس ماشفنا مين مات؟!!!
-
لغة السلاح لا لغة العقلعندما يضع الخارج اصبعه على اي جرح ،لا يشفى هذا الجرح بالسهولة التي يشفى فيها جرح الداخل ، اذا دخل غريب بين افراد عائلة متناحرة لا يتعدى عددها عدد اصابع اليد الواحدة ، لا يقف التناحر ولا التقاتل بينهم لأن هذه اليد ستمارس التحريض وتزيد الخلاف لتتمكن من فرض ما هو من مصلحتها ، ولتزيد الشقاق بين اهل البيت الواحد ، ولغة السلاح لم تحقق في كل الحالات ما تحققه لغة العقل ، فلو لجأنا الى الكلام دون الانحياز الى اي طرف وبعقل منفتح يمكننا القول ، ماذا حققت هذه الثورة للشعب السوري ؟ هل زادته حرية وديمقراطية وامناً او سلاماً ؟ وهل يعتبر النظام واي نظام وفي اي دولة كانت نظاماً مجرماً لمجرد الدفاع عن الوطن وشعبه الذي إختاره رئيساً له ؟!. إن تدخل الخارج يمنع التوافق بين ابناء الوطن الواحد . وعلى النظام وبعض المعارضة المنفتحة ان يعيدوا المحاولات لجمع الشمل وإجراء الإصلاحات المطلوبة ، وان ينبذوا الطائفية والمذهبية ، لأن الخالق هو واحد احد ، وان اي انسان لم يقرر بإرادته لا دينه ولا مذهبه ، الكل هم من خلق الله والكل يعبدونه، إن الإنسان الحاقد يدمر نفسه قبل تدمير غيره ، ومن قال ان الله اوكل لأناس على هذه الأرض ان ينتقموا له وبإسمه من اناس آخرين ؟. العودة الى الذات مطلوبة ، والحوار مطلوب في كل لحظة ، ولنا رب ديّان نترك له وحده الحكم علينا .
-
على فكرة تعرض غوار للطرد مرةعلى فكرة تعرض غوار للطرد مرة أخرى من قبل "عصابة إرهابية مسلحة" من موقع تصوير في لبنان. يا لللبهجة!
-
جورج محمدً علياسم مركب مثل المعارضة المركبة،التي قتلت جورج ومحمد وعلي وبدون ذنب،فما دخل النظام بهذا القتل ونظرياتك،العشب السوري لم يخير بعد بين النظام ومدعو التغيير،ولقد ثبت ان هؤلاء لا يريدون الجلوس على الطاولة لكي لا يحتكموا إلى صناديق الاقتراع،فكيف سيفوز من هو تابع للناتوا ومغازلاً لإسرائيل وقاتل للشعب السوري،لذا على الشعب السوري ان يقرر من يريد وماذا يريد وليس من هو قابع في الاوتيلات ويجلس في عرين أعداء سورية.
-
شبيحة المعارضات السوريةماذا أزيد على ما قلته دائماً عن سلطة القمع الجديدة، والمتفوقة بسنوات ضوئية عن قمع المخابرات السورية، التي صرنا نتحسر على أيامها، عندما كانت تنقضى المشكلة بكفين أو بهدلة (إهانة) أو برطيل (رشوة) ؟! شبيحة المعارضات السورية اليوم لا تعرف إلا الحقد والقتل والذبح والسحل وكم الأفواه والآراء والأفكار المغايرة لها، لا تعرف إلا تقطيع الأوصال وتصوير تلك المشاهد التي تخجلنا بأننا عرباً أو سوريون أو مسلمون أو حتى بشر! لأنه لا يوجد أي حيوان أو دابة أو طائر أو سمكة أو حتى ديناصور منقرض يقوم بتلك الطقوس من التكبيرات والتحليلات والتحريمات قبل جز الرؤوس لضحية لن يأكلوها وإنما هي مادة خام فقط للتصوير والمتاجرة لا تتقنها وحوش الغابات. يستيقظ سوريون مغتربون في أصقاع الدنيا يومياً ليروا أسماءهم قد أضيفت بين ليلة وضحاها على قوائم العار والإنتقام والتهديد والوعيد، فقط لأنهم لم ينتسبوا لثورة الإبتزاز! إلى أي دركٍ أسفل وصلنا؟
-
نيكولاس كايج العربباسم ياخور اراه نيكولاس كايج العرب,و اتمنى ان لا تمتد يد التخلف فتطاله باذى لا سمح الله. ا بدري