وكعادة المغرّدين السعوديين، نجح هؤلاء سريعاً في العثور على فيديوات قديمة تدعم مواقفهم، إذ نشروا مقطعاً مصوّراً لعادل إمام يقول فيه إنّ المقاومة من دون حماية الشعب الفلسطيني أمر يستحق إعادة التفكير، معتبرين أنّه ردّ على كلام ابنه من دون الإشارة صراحةً إلى ما إذا كان هذا موقف السعودية نفسها أم المغرّدين، وما العلاقة بين انتقاد المقاومة وبين التضامن مع الشعب الفلسطيني؟ وقبل كل هذا، كيف لم يدرك هؤلاء أنّ ما يجري منذ 7 أكتوبر مختلف تماماً عن كل ما سبق وأنّ الاستعانة بفيديوات قديمة لن يغيّر شيئاً مِن تنصّل الرياض من قضية الأمة. اللافت أنّ بعض الأصوات المتوازنة نشرت فيديو سابقاً لتكريم المغنّي السعودي محمد عبده قبل أسابيع، أهدى فيه قيمة التكريم لحملة التبرّع للشعب الفلسطيني التي تحمل اسم العاهل السعودي، متسائلين عن الفرق بين ما فعله عبده وموقف نجل محمد إمام. علماً أنّ تركي آل الشيخ كان حاضراً في المناسبتين.
هل يتوقّف الدعم السعودي لفيلمه الجديد «شمس الزناتي»؟
وبالطبع، برزت مخاوف من تضييق قد يتعرّض له محمد إمام في السعودية، علماً أنّ فيلمه الأخير «أبو نسب» (إخراج شقيقه رامي) حقّق فيه إيرادات تزيد عن 300 ألف دولار أميركي حتى كتابة هذه السطور. كما إنّ جهات سعودية تشارك في إنتاج فيلمه الجديد «شمس الزناتي» (إخراج عمرو سلامة). فهل سيتوقف كل ذلك بسبب عبارة من عشر كلمات؟ أم أنّ المملكة المصرّة على مواصلة إنتاجاتها الفنية والترفيهية مهما بلغ عدّاد الشهداء في غزة، ستسمح على الأقلّ للنجوم بالتضامن ولو بالكلام، كما فعل إمام وأكرم حسني الذي وضع علم فلسطين على ملابسه في «جوي أواردز». علماً أنّه غاب عن الاحتفال الممثل المصري بيّومي فؤاد، في إشارة واضحة إلى عدم تحمّله الظهور مجدداً في حدث فني سعودي، بعد مرور قرابة شهرين على الحملة المصرية العنيفة التي اشتعلت ضدّه ولم تتراجع حدّتها حتى الآن. وقد انعكست هذه الحملة على كل الأفلام التي شارك فيها أخيراً، إذ عانت من تراجع في الإيرادات، ليس فقط في مصر بل في المملكة نفسها التي فتحت له الأبواب، بعدما أغضب الملايين من عشّاقه في الفيديو الشهير (الأخبار 7/11/2023) من أجل المشاركة في «موسم الرياض» وتقديم مسرحياته هناك.