الأحد ليلاً، أغمض عزالدين المناصرة (1946- 2021) عينيه على أشجار عنب الخليل، وذهب في إغفاءة أخيرة، مطمئناً إلى طعم النبيذ. هذا شاعر أنشد ملحمته الكنعانية كآخر الرعاة الذين حرسوا الجبال العالية بنفير النايات. لم يكن صاحب «جفرا» يوماً، مردّداً في الجوقة العمومية، أو شاعر واجهة، فقد كان منهمكاً في رسم تضاريس الحنين إلى الأرض الأم بوصفها «إلياذة» تحتاج إلى تدوين، إذ لطالما بقي اسمه مفرداً، بلا ألقاب، لذلك لم يصل صوته إلى الجموع كما ينبغي وكما يستحق.