كما أشار أعضاء لجنة التحكيم إلى «نجاح المترجمة في عكس جميع الجوانب الأسلوبية المشوقة في النص الأصلي حيث اجتمع فيه أسلوب النثر الأدبي جنباً إلى جنب مع التحقيق الصحافي لإنتاج سرد سلس يجذب القارئ». ورأت اللجنة أن «الموت عمل شاق» (صدرت بالعربية عام 2016 عن «هاشيت أنطوان») رواية «نسجت ببراعة وإحكام لتصوّر الصراع الدائر في سوريا عبر رحلة ثلاثة أشقاء لتنفيذ وصية والدهم الأخيرة بأن يدفن في مسقط رأسه في قرية صغيرة سقطت بين براثن المتحاربين. نرى خلال هذه الرحلة مشاهد من الحرب الدائرة أثناء عبور الحافلة التي تقلّ الأشقاء عبر مناطق عدة من سوريا، غير أنّ هذه الرحلة لا تعكس مشاهد الحرب الخارجية فقط، بل تفجّر الصراعات الخفية بين أفراد العائلة أيضاً، فتبدو عائلة مفكّكة مزقتها الخلافات الخاصة والعداوات القديمة في كناية واضحة عن الصراعات العامة التي تمزّق أطراف البلاد. تكشف هذه الرواية بإتقان الخوف الدفين لدى جميع شخصياتها في عدة مستويات باستخدام سرد متمكّن وتفاصيل واقعية محكمة». وقد رأت اللجنة أن الرواية المذكورة «عمل جريء سيجتذب القراء لسنوات قادمة بوصفه رواية كلاسيكية تؤرّخ لفترة من الانتفاضات والصراعات الأهلية».
بعد الإعلان عن فوزها بالجائزة، قالت المترجمة ليري برايس إن «مجرد وجودي ضمن القائمة القصيرة مع مترجمين أمثال مارلين بوث، وهمفري ديفيز، وجوناثان رايت لشرف عظيم لي، وما زلت مأخوذة بحصولي على الجائزة حتى هذه اللحظة. بالنسبة إليّ، هذه شهادة بحق أعمال خالد خليفة الإنسانية المتفردة، وترجمة مثل هذه الأعمال تظلّ فرصة رائعة يسعى كلّ مترجم للحصول عليها. لقد كان شرفاً لي أن أحظى بفرصة ترجمة «الموت عمل شاق» والعمل عن قرب مع خالد خليفة، لقد كانت متعة حقيقية. أتمنى أن تشجع هذه الجائزة عدداً أكبر من الناس على قراءة أعماله والاستمتاع بها». من جانبه، قال الكاتب السوري خالد خليفة: «لا أخفي سعادتي وانفعالي بخبر فوز صديقتي ومترجمة كتبي ليري برايس بهذه الجائزة التي تزداد رسوخاً سنة بعد أخرى. تطورت تجربة ليري برايس خلال السنوات العشر الأخيرة كثيراً. اجتهادها الدائم وصبرها يجعلانها تستحق كل الجوائز».
تصوّر «الموت عمل شاق» الصراع الدائر في سوريا عبر رحلة ثلاثة أشقاء لدفن والدهم في مسقط رأسه
يُذكر أنّ «جائزة سيف غباش بانيبال لترجمة الأدب العربي» جائزة سنوية مخصّصة للمترجمين الذين نشروا ترجمة متكاملة باللغة الإنكليزية لأعمال أدبية إبداعية. تهدف الجائزة إلى «رفع مستوى الأدب العربي المعاصر، إضافة إلى تكريم عمل المترجمين الأفراد في تقديم أعمال الكتّاب العرب إلى العالم». وكانت أول جائزة في العالم خُصّصت للأدب العربي المترجم إلى اللغة الإنكليزية، أسستها مجلة «بانيبال» للأدب العربي، وقد منحت للمرة الأولى في 2006.