دموع ممزوجة بالضحك سيطرت على أجواء النشاط البيروتي الذي امتلأ بالشخصيات العامة والفنانين وأهل الإعلام والمصوّرين والناس العاديين، اللبنانيين والسوريين. لا يدّعي القائمون على الشريط أنّهم يقاربون مسببات الحرب التي أضنت سوريا على مدى سنوات طويلة، غير أنّهم يقدّمون إسقاطات على الواقع السوري بطريقة إنسانية، وبأسلوب وجداني بعيداً عن مشاهد العنف والخوض في التفاصيل السياسية. يتمثل ذلك في رحلة المذيع المخضرم «عيسى عبد الله» (دريد لحّام) الانطوائي الذي يعيش في معزل عن الأحداث الجارية في دمشق. بعد فك الحصار عن حلب، يقرّر المسنّ الذهاب في رحلة إلى «عاصمة الشمال» لزيارة ابنته الوحيدة «دينا» (كندة حنا) التي لم يرها منذ فترة طويلة. مشواره في الحافلة المليئة بالركاب المنوّعين، سيشكل اللبنة الدرامية الأساسية للفيلم الذي يحاول رصد انعكاسات الحرب على حيوات الناس. قائمة الممثلين المشاركين في «دمشق ــ حلب» طويلة، تشمل أيضاً: عبد المنعم عمايري، سلمى المصري، شكران مرتجى، نادين قدور، نظلي الرواس، علاء قاسم، بسام لطفي، أحمد رافع وصاحبة الصوت الجميل نيرمين شوقي...
العمل المتوّج بجائزة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة الرابعة والثلاثين من «مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط»، يتمتع بصورة جذّابة. لا يخلو من سقطات واضحة لناحية الحبكة التي بدت مفككة في أماكن عدّة والتطويل المملّ أحياناً، إلا أنّ مجرّد وجود دريد لحّام على الشاشة مسألة تدعو إلى الفرح.
* «دمشق ــ حلب»: في صالات «غراند سينما» (01/209109)، «أمبير» (1269)، «بلانيت» (01/292192)، «سينما سيتي» (01/995195)، «فوكس» (01/285582)