في العطل والأعياد، كانت تخصص عروض للنساء وأولادهن الإناث وأخرى للرجال وأبنائهم الذكور. لكن الأهم أن تعرفة الدخول كانت تسمح للفئات الشعبية بالدخول. في ندوة «المقاصد» قبل أيام، حاضر المخرج فؤاد عليوان والممثل مجدي مشموشي. عليوان الذي درس الإخراج السينمائي في الولايات المتحدة الأميركية، وعاد إلى موطنه في التسعينيات ليشتهر بالأفلام الوثائقية والروائية القصيرة وأنجز باكورته الروائية الطويلة «عصفوري» عام 2013، ضاعف حزن صيدا بعرض فيلمه «الصراط المستقيم» (2015) الذي يجسّد في ربع ساعة كيفية اقتحام «داعش» لقرية لبنانية حدودية. صيدا تغيرت كثيراً عن زمن «روكسي» و«أمبير». صار الفن حراماً والاختلاط فرضاً و«داعش» التي يصورها عليوان في فيلمه وحشاً، استطاعت أن تستميل عدداً من أبنائها وترفع رايتها في أكثر من مكان فيها. الفيلم الذي نال جوائز عالمية عدة، وشارك فيه ممثلون منهم أوفيديو الحوت، ونزار غانم وموريال يزبك، يحكي كيف يستبسل رجل يدعى زكريا في الدفاع عن قريته وتأمين سلامة عائلته.
تحدّث كل من المخرج
فؤاد عليوان والممثل
مجدي مشموشي
وعن أحوال السينما اللبنانية، اعتبر مشموشي أنها «تشكل صناعة وطنية في الدرجة الأولى، ولا يمكن لأي سينمائي أن يصنع صورة وطن بمعزل عن ثقافة المجتمع والناس». تاريخياً، انطلقت السينما مع محاولات خجولة لعدد من محبي السينما من اللبنانيين في بداية الأربعينيات، وأنشئ استديو لإنتاج الأفلام، قبل أن يتوسع الإنتاج نحو مصر مستفيداً من تطور السينما المصرية. ومع عودة مخرجين سينمائيين لبنانيين من مصر مع بداية الستينيات، ازدهرت صناعة الأفلام وتحولت العاصمة بيروت إلى مدينة ثقافية وعاصمة عبور تنتج وتصدر الأفلام من وإلى مصر. مشموشي أسف للظلم والتهميش اللذين يتعرض لهما الفنانون الكبار ويتم استبدالهم حالياً بالأكثر استعراضية بعدما فقدت الأفلام سويتها الفنية، ونحت صوب تجارية، ما أدى إلى انحدار مستوى الفن السينمائي اللبناني. أما عليوان، فقد اعتبر أنّ مشكلة السينما اللبنانية حالياً ناتجة عن التركيز على نوعية الأفلام الرائجة، لا سيما «التجارية الرخيصة التي لا تليق بالإنتاج الفني اللبناني المبدع بينما تحدّ من إبداعات أجيالنا الصاعدة».