من المقرّر أن يُعقد اجتماع اليوم، بين مسؤولين عسكريين وأمنيين من مصر والكيان، لبحث مسار التهدئة الجديد
من جهتها، وعلى وقع اقتراب موعد عملية رفح، جدّدت مصر مساعيها لبلورة مسار جديد للمفاوضات، وقامت بالاتصالات اللازمة لذلك، وخصوصاً مع الأميركيين خلال اليومين الماضيين. ورغم عدم تعويل القاهرة بشكل كبير على المسار الجديد، إلا أنها تراه ضرورياً في الوقت الحالي لـ«وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته»، وفق مصادر مصرية تحدّثت إلى «الأخبار». وفيما أطلَع المسؤولون الإسرائيليون نظراءهم المصريّين على تصوّرهم لخطة اقتحام رفح، طلبت القاهرة «إرجاء الخطوة بعض الوقت من أجل بلورة تصوّر جديد للتهدئة»، فيما أكّد الإسرائيليون الحاجة إلى تحديد «جدول زمني» لذلك. ومن المقرّر أن يُعقد اجتماع اليوم، بين مسؤولين عسكريين وأمنيين من مصر والكيان، لبحث مسار التهدئة الجديد وآليات التعامل معه.
وفي جلسة «كابينت الحرب» أمس، وافق المستوى السياسي على اجتماع فريقَي التفاوض الإسرائيلي والمصري، بعدما عرض الأول على أعضاء «الكابينت»، مقترحات تجعل إسرائيل «أكثر مرونة» في مسار المفاوضات. وبحسب تقرير أعدّه مراسل موقع «واللا» العبري، باراك رافيد، فإن «إسرائيل باتت مستعدّة للنظر في استعادة حوالي 20 أسيراً إسرائيلياً فقط، كجزء من صفقة مع حماس، وليس 40 كما كانت قد طالبت في الماضي»، علماً «أن فريق التفاوض أوضح لأعضاء مجلس وزراء الحرب أن حماس تحدّد نحو 20 أسيراً فقط ضمن فئة إنسانية تشمل النساء والرجال فوق 50 عاماً، والأسرى في حالة صحية خطيرة». واختلفت التقارير الصحافية العبرية حول محتوى المقترح الجديد، الذي قالت «القناة 12» إنه «يتضمّن عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم، لكن لن يتمّ الالتزام بوقف كامل للحرب»، فيما فصّلته «القناة 13» على النحو الآتي:
1- الإفراج عن 20 أسيراً إسرائيلياً من النساء والرجال فوق 50 عاماً والأسرى في حالة صحية خطيرة.
2- وقف إطلاق النار لعدة أسابيع.
3- انسحاب الجيش الإسرائيلي من ممرّ نتساريم وهو ما كانت إسرائيل ترفضه سابقاً.
4- الإفراج عن أسرى فلسطينيين محكومين بالمؤبّد وفق أُسس يتم الاتفاق عليها.
5- عودة الفلسطينيين النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله.
من جهتها، تُبدي حركة «حماس» تمسّكها بوساطة قطر ومصر، لكن مع تأكيد عدم قبولها «بما يتعارض مع مصالح شعبنا»، بحسب نائب رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة، خليل الحية، الذي أضاف، في تصريحات إلى قناة «الجزيرة» القطرية، أن الحركة تخوض «مفاوضات جادّة من أجل وقف دائم لإطلاق النار وصفقة تبادل جادّة وحقيقية». وأكّد الحية «(أننا) لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى، وجادّون في الإفراج عنهم ضمن توافق ومفاوضات جادّة»، مشيراً الى أن «عدم تقدّم المفاوضات يرجع إلى التعنّت الإسرائيلي». وبيّن أن «الإشكال الحقيقي هو عدم قبول الاحتلال وقف إطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة»، لافتاً إلى أن «الاحتلال رفض مقترحاً لمبادلة مجنّدة إسرائيلية بـ50 من أسرانا، بينهم 30 من ذوي الأحكام المؤبّدة». وحول البيان الذي أصدرته الولايات المتحدة مع 17 دولة أخرى، أمس، وطالبت فيه حركة «حماس»، بالموافقة على «الاتفاق المطروح» (من دون تحديد ماهيّته)، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من المرضى والجرحى وكبار السنّ، بما «يحقّق وقفاً فورياً ومطوّلاً لإطلاق النار (...) ويؤدّي إلى نهاية موثوقة للأعمال العدائية»، بحسب نص البيان، رحّب الحيّة بالتصريحات الأميركية، موضحاً أنها «جاءت قبل تسلّمنا أي ردّ على موقفنا من إسرائيل أو الوسطاء».