صنعاء لم تؤكّد التسريبات ولم تنفِها، لكنّها تدرس على ما يبدو الدوافع الكامنة وراءها
وفسّرت «القناة 14» العبرية، الثلاثاء الماضي، حديث رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، حول تنفيذ تل أبيب هجمات ضدّ دولة ثالثة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، بأن المقصود بـ«الدولة الثالثة» هو اليمن، قبل أن تعود الأربعاء لتتحدّث عن إمكانية تعرُّض الأراضي الفلسطينية المحتلّة لهجوم من هذا البلد. وذكر موقع «ديبكا» الاستخباراتي الإسرائيلي، بدوره، أن الهجمات المُشار إليها استهدفت قاعدة عسكرية إيرانية في صنعاء، ناقلاً عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن إيران تسعى «للانتقام» على خلفيّة ذلك. وفي أوّل ردّ على ما يتداوله الإعلام العبري، رأى عضو المكتب السياسي لـ«أنصار الله»، علي القحوم، أن هذه الأحاديث «تعكس قلق إسرائيل من تعاظُم القدرات العسكرية لليمن»، والتي أظهرت العروض العسكرية الأخيرة التي نظّمتها «أنصار الله» في عدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، تطوُّراً لافتاً فيها، حيث استُعرضت أنواع حديثة ومختلفة من الأسلحة المتوسّطة والثقيلة، كما طُرُز متعدّدة من الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما من شأنه تعزيز مخاوف إسرائيل من أن يطاولها أيّ هجوم جوّي من اليمن.
إزاء ذلك، يَلفت مصدران مقرّبان من حركة «أنصار الله»، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «الكيان الإسرائيلي مشارك في العدوان على اليمن منذ أكثر من سبع سنوات وليس من اليوم، إلّا أنه يعيش حالة رعب من تطوّر قدرات صنعاء العسكرية». ويؤكد المصدران أن «كلّ التحرّكات الإسرائيلية في المنطقة تحت الرصد والمتابعة»، مضيفَين أن «إسرائيل تدرك أن اليمن يمتلك قدرات دفاعية وهجومية كبيرة قادرة على ضربها»، مُذكّرَين بأن «المخاوف الإسرائيلية من الطائرات المسيّرة والصواريخ اليمنية، تصاعدت منذ مطلع العام». لكنّ المصدرَين يشدّدان على أن «تأويل المزاعم الإسرائيلية الأخيرة، وإسقاطها على الانفجار الناتج من تفجير بقايا ألغام في منطقة الحفا جنوب صنعاء في السابع من الشهر الجاري، مجرّد تكهّنات غير صحيحة».