حتى الآن، لا توجد تفاهمات واضحة بين مختلف الأطراف الليبية على الحلّ السياسي
وشهدت البلاد، خلال الأيام الماضية، حالةً من التوتّر على المستوى العسكري، مرتبطة بالقرارات التي تَصدر عن المسؤولين السياسيين، وآخرها قرار تغيير رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، في حين جرى استعراض القوّة العسكرية غرب طرابلس من جانب القوات التابعة لحفتر في موازاة استعراض عسكري نفّذته داخل العاصمة القوات الموالية لعبد الحميد الدبيبة. وجاءت هذه الاستعراضات لتتساوق مع التلويح باستخدام القوّة بين الدبيبة وفتحي باشاغا الساعيَين إلى ترسيخ موقعيَهما سياسياً، في ظلّ عدم وجود أيّ بوادر لتحقيق انفراجة سياسية في البلاد. وبحسب ما تقوله مصادر عربية مطّلعة، لـ«الأخبار»، عن الوساطات الجارية بين مختلف الأطراف، فإن هناك حالة تململ تنسحب على المجلس الرئاسي الذي لا يبدو رئيسه قادراً على اتخاذ قرارات مصيرية وتحمُّل تبعاتها. أما السجال الإعلامي بين الدبيبة وباشاغا، فلا يزال مستمرّاً؛ فالأوّل خرج بتصريحات إعلامية يوم أمس، يبدي فيها استعداد حكومته لإجراء الانتخابات فور إعلان مفوضية الانتخابات الجدول الزمني. في المقابل، يؤكد باشاغا استعداده لدخول طرابلس قريباً وممارسة صلاحياته من داخلها، بعد أربعة أشهر لم يتمكّن فيها من دخول العاصمة الليبية سوى عدّة ساعات فقط.
حتى الآن، لا توجد تفاهمات واضحة بين مختلف الأطراف على الحلّ السياسي، في وقت تجري فيه المبعوثة الأممية، ستيفاني وليامز، مشاورات غير معلنة واتصالات مع أطراف داخلية من أجل التوصّل إلى تفاهمات تضمن لقاءات جديدة بين القوى السياسية. ومن بين التفاهمات التي تسعى وليامز إلى تحقيقها في الأسابيع المقبلة، الاجتماع بين رئيسَي البرلمان و»الأعلى للدولة» في أسرع وقت، للوصول إلى حلّ النقاط العالقة بناءً على جولات القاهرة وجنيف التفاوضية في شأن الإعداد للدستور الذي ستجرى على أساسه العملية الانتخابية. في المقابل، لا تجد وليامز دعماً من الأطراف المعنية بالملفّ الليبي، في ظلّ الانشغال بأزمات أخرى، على رغم محاولاتها إقناع أطراف عربية بتبنّي خطّة مسارها السياسي في التوجّه نحو الانتخابات.