نجحت حركة أنصار الله في عقد تفاهمات مهمة مع عدد من قبائل مأرب
لقبائل مأرب دور كبير في تحديد مستقبل المدينة والمعركة عليها، تقول المصادر لـ«الأخبار»، لافتة إلى أن «بعض الشخصيات المحسوبة على بعض قبائل مأرب تستغلّ المبادرة التي تقدّم بها قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، في آذار 2020، للترويج لفكرة أن الحركة غير قادرة على دخول مدينة مأرب»، وبالتالي «تعمل هذه الشخصيات، بدفع من التحالف السعودي، على عرقلة أيّ تفاهم قد تتوصّل إليه أطراف قبلية أخرى مع أنصار الله لتجنيب مدينة مأرب تداعيات المعركة»، مضيفة أن «أغلب العناصر المسلّحين في مدينة مأرب بالتحديد، هم ليسوا من أبنائها، بل من المرتزقة الذين استقدمهم التحالف من خارج محافظة مأرب، وضمّهم تحت لواء قوات هادي ومسلّحي حزب الإصلاح». وتتوقّف المصادر عند مشاركة عناصر قبليين في عملية «النصر المبين» الثالثة إلى جانب الجيش و«اللجان»، مشيرة إلى أن «حركة أنصار الله نجحت في عقد تفاهمات مهمّة مع عدد من قبائل مأرب، الأمر الذي تُرجم بمشاركة أعداد كبيرة من أبناء قبائل مراد في معركة النصر المبين الثالثة الأخيرة، كان لها الفضل في حسم المعركة لمصلحة قوات صنعاء»، متابعة أن «الحركة تعمل على تحييد أكبر عدد ممكن من القبائل لتجنيب مدينة مأرب تداعيات المعركة المقبلة».
تعمل السعودية بجدّ من أجل استقطاب القبائل والشخصيات الأساسية فيها، على الرغم من أن عدداً من هذه القبائل بدأ يعدّل من مواقفه المؤيدة للرياض، نتيجة المسار الطويل من الوعود غير المحقّقة والتعامل المهين الذي تتبعه القيادات السعودية مع القبائل وأبنائها. وفي هذا الإطار، تقول مصادر قبلية لـ«الأخبار» إن «السعودية تحرص على أن تكون القبائل خطّ الدفاع الأول عنها انطلاقاً من مأرب، فيما يضع حزب الإصلاح كلّ ثقله القبلي في مأرب، لأن القراءة الخاصة به تؤكد أن خسارة معركة المدينة ستكون خسارة للحرب في اليمن ككلّ، مع ما يعنيه ذلك من مآلات مجهولة بالنسبة إلى الحزب وخلفيته العقائدية الإخوانية». على أن المزاج القبلي تَغيّر في اليمن، وهو آخذ - في مأرب خصوصاً - في التبلور على نحو جديد. وبحسب المصادر، فإنه «في حين لم تقتنع كلّ القبائل بموقف أنصار الله حتى الآن، فإن نسبة كبيرة منها قد بدأت بالفعل في التشكيك في موقف السعودية وخطابها في اليمن ككلّ انطلاقاً من مأرب». هنا، يبدو أن عامل الوقت يلعب لمصلحة حركة «أنصار الله» التي تراهن على تبدّل ملحوظ في موقف القبائل، إن لم يكن إلى درجة تدفعها إلى الانخراط في المعركة ضدّ قوات هادي و«التحالف»، فعلى الأقل إلى درجة تُحيّدها، ما يسهّل على الحركة استكمال تحرير المحافظة، الذي سيؤدي، من ضمن ما سيؤدي إليه، إلى تعزيز رؤية صنعاء للحلّ في أيّ مفاوضات مقبلة، والقائمة في الأساس على «وقف العدوان وانسحاب قوات التحالف ومرتزقتها ورفع الحصار، مقابل وقف عملياتها».