ترافق التدهور الأخير في سعر الصرف مع ارتفاع موازٍ في أسعار المواد الغذائية والأساسية
حكومة صنعاء، التي اتّخذت أواخر الشهر الماضي إجراءات مشدّدة لمنع تسلّل الطبعة الجديدة من العملة المطبوعة أخيراً بتاريخ قديم يعود إلى عام 2017، والمنتمية إلى فئة الألف ريال، والمتشابهة مع حيث الحجم والمواصفات الفنّية مع الفئة النقدية نفسها المتعامَل بها في صنعاء، حمّلت حكومة هادي و"التحالف" مسؤولية انهيار الريال في المناطق الخارجة عن سيطرتها، مُتّهمة السعودية، في بيان صادر عن "اللجنة الاقتصادية العليا" في صنعاء أول من أمس، بنقل شحنات من العملة المطبوعة إلى مطار سيئون، وتوزيعها بشكل مباشر، من دون تقييدها في البنك المركزي في عدن أو المكلا. وأرجعت اللجنة، في بيان، "الانهيار الأخير إلى الطباعة المفرطة للعملة من دون غطاء نقدي، بما تجاوز خمسة تريليونات ريال"، داعية "المواطنين والتجّار ورجال المال والأعمال إلى العزوف عن التعامل بتلك العملة، ونقل رؤوس أموالهم إلى صنعاء للحفاظ عليها من التآكل، كون سعر الدولار في صنعاء لم يتجاوز حاجز الـ600 ريال". وحضّت أبناء المحافظات الجنوبية على التحرّك لـ"إيقاف السياسة التدميرية للعملة الوطنية، وإيقاف عمليات تهريب العملات الأجنبية إلى حسابات قيادات الشرعية في الخارج"، مُجدّدة دعوتها إلى "تحييد الاقتصاد اليمني"، "بما يفضي إلى إنهاء معاناة المواطنين في المناطق المحتلة، واستقرار أسعار الصرف، ودفع مرتّبات موظفي الدولة في كلّ أنحاء البلاد".
وفي ظلّ تصاعد المخاوف من ردّة فعل شعبية غاضبة جرّاء انهيار سعر الصرف، حمّل "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الموالي للإمارات، حكومة هادي، مسؤولية هذا الانهيار، الذي حذّر من أنه "سيُدخل البلاد في مجاعة لن تُحمد عقباها". وطالب المجلس، في بيان أمس، بـ"التعجيل في تنفيذ الشقّ الاقتصادي من اتفاق الرياض"، داعياً "التحالف" إلى "الإسراع في اتّخاذ الإجراءات الرامية إلى وقف هذا التدهور المتسارع، وتداعياته الكارثية على الوضع الإنساني"، مشدّداً على "ضرورة إعادة حكومة هادي إلى مدينة عدن للوفاء بالتزاماتها والاضطلاع بمسؤولياتها المتّصلة بتنفيذ الاتفاق". وبعدما تراجعت السعودية عن موافقتها على وضع وديعة جديدة في بنك عدن المركزي قدرها مليارا دولار مطلع تشرين الأول الفائت، تقدّمت حكومة هادي، وفقاً لمصادر سياسية، بطلب رسمي إلى دولة الكويت مطلع نيسان الفائت، لدعمها مالياً تحت ذريعة إعادة تفعيل المؤسّسات وسداد نفقاتها، لكنّ الكويت لم توافق على طلبها حتى اليوم. وعلى رغم إدارة السعوديين الظهر لتلك الحكومة، أطلق رئيس مجلس الشورى الموالي للرئيس المنتهية ولايته، أحمد عبيد بن دغر، أمس، نداء استغاثة لقيادة المملكة، لـ"إنقاذ اليمن من المجاعة نتيجة انهيار سعر صرف العملة وتجاوزه حاجز الألف ريال"، داعياً الجانب السعودي إلى "التعاطي الأخوي" مع طلب هادي تقديم مساعدة عاجلة لوقف تدهور العملة.