منذ ما قبل إعلان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي، تشعر «سلطة أوسلو» بأن البساط بدأ يفلت من تحت قدمَيها. شعور ما فتئ يتضاعف مع تسارع وتيرة المفاوضات الهادفة إلى حلحلة الكثير من الملفّات المرتبطة بقطاع غزة، وعلى رأسها إعادة الإعمار. إزاء ذلك، تحاول السلطة التغلّب على اتّساع رقعة المواقف الشعبية والفصائلية الرافضة لمنحها دوراً غير مستحقّ لها، بلا ثمن، عبر تكثيف لقاءاتها وتحرّكاتها الهادفة إلى الانقضاض على «غنيمة» الإعمار، وهو ما يبدو أنه أسفر عن توافق أردني - مصري على حفظ حصّة رام الله، بدعوى أن الأخيرة تمثّل جزءاً من شروط الأميركيين. على خطّ موازٍ، تسعى رام الله في إفشال أيّ محاولة لإبرام تهدئة طويلة الأمد بين حركة «حماس» ودول الاحتلال، كما تعمل على عرقلة صفقة تبادل الأسرى التي يضغط العدو في اتّجاه إنجازها للخروج بمكسب يعوّضه خسائر معركة «سيف القدس». وفي مقابل إصرار السلطة على مبدأ اصطناع «الوحدة» تحت سقف «الرباعية الدولية»، تتمسّك الفصائل بمطلب إعادة هيكلة «منظمة التحرير» وتشكيل حكومة وحدة حقيقة على أساس «الوفاق الوطني». تضاربٌ ينبئ بأن طريق المفاوضات سيكون طويلاً وشاقاً ومليئاً بمحاولات الابتزاز السياسي، وخصوصاً في ملف الإعمار، الذي تقول مصادر رام الله، من الآن، إن إنجازه سيستغرق وقتاً طويلاً