حذّر وزير الخارجية الألماني من «هدوء خادع» في ليبيا
وفي خطوة تعكس استغلال حفتر لمسألة النفط، فتحت الموانئ النفطية مؤقتاً من أجل تفريغ الخزانات التي امتلأت عن آخرها خلال الأسابيع الماضية، من جرّاء توقف التصدير، كما كان يحدث سلفاً، في خطوة يسعى من خلالها الجنرال المتحالف مع القاهرة وباريس وأبو ظبي إلى تأكيد سيطرته على المنطقة وإظهار أنه يعمل على حلّ مشكلات الليبيين، ولا سيما أن جزءاً من عملية تشغيل المنشآت النفطية أسهم في تعويض تدفقات الغاز الناقصة لمحطات توليد الكهرباء. ويرتبط موقف حفتر برغبته في كسب شعبية داخل ليبيا، خاصة مع ترويج أنصاره أخباراً حول تجنيس المرتزقة السوريين ومنحهم جوازات سفر ليبية من حكومة «الوفاق» بقيادة فائز السراج، والتي استقبلت آخر أسبوعين أكثر من ثلاثمئة شخص عبر رحلات جوية من تركية.
اللافت أنه على رغم خطاب التهدئة خلال الأسابيع الماضية بين طرفي النزاع الرئيسين، القاهرة وأنقرة، فإن التحضيرات على أرض الواقع تبدو مختلفة؛ إذ أرسلت الأخيرة مزيداً من الأسلحة، فيما تحرّكت الأولى لبدء تدريبات عسكرية جديدة في ظلّ تشديدها على جاهزية قوات الجيش، وهو ما أكده السيسي أمس باجتماعه مع قادة عسكريين، بعدما تلقى معلومات من الأقمار الاصطناعية عن التعزيزات العسكرية التركية في الأسابيع الماضية. كذلك، استدعى الجيش بعض العسكريين مجدداً، على رغم أن الأوضاع كانت قد هدأت، وسط حديث عن تدريبات سيَحضرها السيسي شخصياً، بالتزامن مع إعلان تخرّج دفعات جديدة من الكليات العسكرية المختلفة، فضلاً عن تعزيزات واضحة في قاعدة «محمد نجيب» خلال الأيام الماضية وعودة التدريبات المكثفة هناك، ما يعكس تجدّد احتمالات المواجهة، وإن كانت التوقعات تشير إلى أنها لن تكون قريبة.
ويعقّب قائد عسكري، تَحدّث إلى «الأخبار»، على تلك المعطيات، بأن تحرّكاً أميركياً حاسماً سيكون وحده القادر على منع المواجهة إذا تمّ في التوقيت الصحيح، مشيراً إلى أن «مراقبة جيدة من واشنطن للوضع سيكون لها القول الفصل، مع الأخذ بالاعتبار الدعم الفرنسي اللامحدود لمصر في موقفها بالدفاع عن حفتر وفق التفاهمات بين القاهرة وباريس».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا