تمخّضت خمسة أشهر من المفاوضات الماراثونية، لإيجاد حلّ لأزمة «سدّ النهضة»، تحت الرعاية الأميركية، عن وثيقة (مبادئ) لم تُوقّع عليها أديس أبابا، لتضاف تلك الأشهر إلى سنوات من المماطلة الإثيوبية في ملف السدّ، الذي يتّجه بسرعة إلى التشغيل عبر سياسة الأمر الواقع. هذه المرّة، لم تخرج الاجتماعات بجدول لمفاوضات جديدة كالعادة، بل انتهت إلى شبه إهانة للدولة المصرية التي وَقّعت منفردة على اتفاقية جرى إعدادها مع الأميركيين والبنك الدولي، فيما تَغيّبت إثيوبيا عن حضور مراسمها، وسط دعم علني من واشنطن للقاهرة ومساندة ضمنية لأديس أبابا. وهي ازدواجيةٌ رسّختها زيارة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، للعاصمة الإثيوبية، قبل أيام من توقيع الاتفاقية الأخيرة. وفق متابعي هذا الملف منذ نحو عقد، لا بواكي لمصر، ليس مصر الناس، بل «مصر السيسي» الذي أنتج إهماله المتراكم للملف ــ من بعد إهمال الرؤساء السابقين ــ ضعفاً كبيراً تجلّى في وضع البيض كلّه في سلّة واشنطن... المثقوبة