«200 غارة»!
يبدو أن التطورات المتسارعة في المنطقة، وتداخل تهديد ساحاتها في وجه إسرائيل، تدفع جيش الاحتلال إلى استعراض القوة، وكشف حساب «إنجازاته»، مع تأكيد الجهود الواسعة التي بذلها، مع أو من دون نجاحه في تحقيق أهدافه. وإذا كانت الساحة السورية هي التي يتشكل فيها التهديد ويتعاظم، كما يرد على لسان المسؤولين الإسرائيليين بلا انقطاع، فإن دخول العراق ضمن دوائر التهديد وإمكان تعاظمه كساحة تهديد ثالثة إلى جانب سوريا ولبنان يُعَدّ إخفاقاً للمواجهة التي تخوضها تل أبيب في وجه أعدائها، وفشلاً في منع تعاظم قدراتهم وتهديدهم. على هذه الخلفية، كان لافتاً «جردة الحاسب» الواردة على لسان مسؤولين في الجيش الإسرائيلي في «دردشة» مع وسائل الإعلام العبرية بمناسبة قرب رأس السنة العبرية. «الدردشة» كانت مناسبة لتوضيح «الأعمال» في ساحات التهديد المختلفة، والتشديد على الإنجازات، وإن كان جزء من مقاصد هذه «الجردة» مواجهة صورة الفشل في صد التهديدات وتقليصها.
أكدت إسرائيل أنها عملت على منع الإيرانيين من بناء قواعد ونقل صواريخ
وسائل الإعلام العبرية (القناة الثانية) نقلت أمس عن مصادر في الجيش تأكيد رئيس الأركان غادي إيزنكوت، في وثيقة سلمت لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان، جاهزية الجيش لمواجهة أي سيناريو مقدر، بما يشمل الحروب والمواجهات الواسعة، في كل الجبهات. تأكيد لافت في توقيته، والتشديد على تسريبه إلى الإعلام، وتداوله في سياق الحديث المتجدد والمتنامي عن تمدد التهديدات في الساحة السورية واللبنانية إلى العراق. ويجمل الجيش الإسرائيلي، في حديثه الصحافي مع المراسلين، أن إسرائيل عملت في الساحة السورية بفعالية ضد المحاولات الإيرانية للتمركز في سوريا، بما يشمل منع الإيرانيين من إدخال قوات وبناء قواعد ونقل صواريخ، رغم إصرار الإيرانيين على إدخال الوسائل القتالية وبناء القوة. وفق الجيش الإسرائيلي، وبناءً على الاتفاقات المعقودة المبرمة مع الجانب الروسي، أُبعد الإيرانيون 80 كيلومتراً عن الحدود الإسرائيلية، مع تأكيد أن الجيش الإسرائيلي هاجم في سوريا نحو 200 مرة عبر الجو.