تؤكد الحكومة الأردنية حرصها على «مساعدة السوريين داخل بلادهم» فقط
وفي مقابل تطورات ملف التفاوض في الريف الشرقي، شهد محيط مدينة درعا الغربي والشرقي، اشتباكات متفرقة وقصفاً جوياً ومدفعياً نفذه الجيش ضد مواقع المسلحين هناك، في محاولة لمنع أي تواصل بري نشط بين المسلحين داخل أحياء المدينة، وريفيها. وإلى شمال غرب المدينة، كانت جبهة مدينة طفس هي الأعنف أمس، مع رفض المسلحين هناك لاتفاق المصالحة، وسريان أخبار عن تواصلهم مع «جيش خالد بن الوليد» في حوض اليرموك، لكسب دعمه العسكري ضد وحدات الجيش. غير أن «جيش خالد» أكد في بيان أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق في هذا الشان، محذراً عناصره من أي تواصل مع «المرتدين» (عناصر الفصائل المسلحة) من دون إذن مسبق من قادة التنظيم. وبالتوازي، تقدم الجيش انطلاقاً من غرب بلدتي إبطع وداعل، ليشرف على طفس من الجهة الشمالية، ويمنع أي إمداد قد يصل البلدة من نوى وإنخل، أو من جانب «جيش خالد» في تسيل، في حال تم الاتفاق. واستهدف الجيش أمس مواقع الفصائل داخل البلدة بشكل مكثف، على خلاف الهدوء النسبي في باقي جبهات الريف الغربي والشمالي لدرعا. وساعد تمركز الجيش في إبطع وداعل في التقدم نحو أطراف طفس، إذ دخلت قوات الجيش بلدة داعل (بعد يومين من دخولها إبطع)، وأعلنتها رسمياً خالية من المسلحين، وسط حشود من أهالي البلدة.
وبالتوازي مع ما يقوم به الأردن من جهود، على المستويين الديبلوماسي والأمني، لدعم احتمالات التسويات ومنع المعارك قرب المناطق الحدودية، زار وفد حكومي يرأسه رئيس الوزراء الجديد عمر الرزاز الشريط الحدودي، وبحث مع قادة الجيش والقوى الأمنية الملفات المرتبطة بمجريات الجنوب السوري، وخاصة تدفق النازحين باتجاه الحدود. المبادرة الحكومية الأردنية ترافقت مع تجهيز الجيش الأردني نقطة طبية في المنطقة المشتركة (الحرة) بين معبري جابر ونصيب، لاستقبال بعض الحالات الطبية الطارئة من الجانب السوري، وسط إصرار أردني رسمي على مسألة منع دخول أي نازحين إلى الأراضي الأردنية. ورغم الهدوء النسبي على جبهة القنيطرة وريف درعا الشمالي، فقد عزز الجيش الإسرائيلي من قواته في الجانب المحتل من الجولان، في وقت أكد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل على تواصل دائم مع روسيا والولايات المتحدة حول التطورات في الجولان، مشيراً إلى مطالبته بـ«التزام صارم باتفاقات فض الاشتباك الموقعة في عام 1974 مع الجانب السوري».